ⓒ Getty Images Bank

'عندما عاد والداه غارقين في العرق، وفرغوا من تناول العشاء، أخذ سجادته الصغيرة المصنوعة من القش كالعادة وتسلق التل الخلفي للكوخ. استلقى على السجادة وهو ينظر للسماء من فوقه، ويتأمل النجوم. كانت النجوم تشبه تمامًا تلك التي كان يراها في بلدته. في مدينته الجديدة بدا كل شيء مختلفًا عن ذي قبل، حتى الشمس والقمر بديا وكأن لهما عاداتٍ مغايرة عن تلك التي كان يراها في بلدته القديمة. وحدها النجوم بقيت كما هي دون أن تتغير، وحدها كانت تشبه ما ألفه في بلدته القديمة. كما أن مجموعات النجوم كان لها أسماء ملكية فاخرة، الدب الأكبر، النجوم الثلاثية، مجرة درب التبانة، كل هذه كانت مألوفة، كلها اعتاد أن يشاهدها قديمًا مع شقيقته في بلدته. كان كلما شاهد تلك النجوم شعر بحنين جارف إلى شقيقته وبلدته. لم يستطع أن يفكر في شقيقته وبلدته بمعزل عن بعضهما البعض، وكأنهما شيئًا واحدًا لا يقبل الانفصال. كانت هناك نجمة لامعة معينة يحبها أطلق عليها اسم النجمة الشقيقة، وحرص على مشاهدتها من على التل كل ليلة'.

#من مقابلة البروفيسور بانغ مين-هو أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية.

أخبرت الجدة الوالدين أن يأخذا الفتى ويتركا الفتاة. وهكذا، فروا باتجاه الجنوب بينما بقيت الجدة والابنة في الشمال. وهكذا افترقت أسرة الصبي، لأن كوريا انقسمت إلى دولتين بعد الحرب الأهلية الكورية. قد تبدو "النجمة الشقيقة" كقصة أطفال، لكنها استوحيت من الواقع المأسوي. ولطالما نوقشت مسألة الأسر المشتتة في إطار حكايات وشهادات البالغين ووجهات النظر الأيدولوجية. لكن أوه يونغ-سوو كتب عن هذه القضية من وجهة نظر طفل، وما شكله له الأمر من صدمة نفسية شديدة.

'كل ليلة، يعد الفتى النجوم. يحلم ببلدته القديمة وهو يتأمل النجمة الشقيقة. لقد ترك كل شيء في بلدته القديمة. يشعر بالشوق العارم إلى شقيقته وبلدته. وأخيرًا، استقر ضوء النجوم في عيني ذلك الفتى الذي استغرق في تأمل النجمة الشقيقة، وغرق في أشواقه إلى بلدته'.

---

 الكاتب "أوه يونغ-سو 오영수":

وُلد الكاتب "أوه يونغ-سو 오영수" في أولجوو بمقاطعة كيونغ-سان الجنوبية في 11 فبراير 1909، وتوفي في 1979. نشر أول أعماله الأدبية عام 1949 في مجلة شينجون بعنوان "نامي وبائع الغلوتين"، وفاز بجائزة أدبية في 1978.