الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الرجل الذي تحول إلى خنزير

2019-11-29

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل ثري في قرية نائية. كان أغلب سكان القرية يؤجرون قطعًا من أرضه ويزرعونها، ولذلك كان المزارعون دائمًا ما يحرصون على إرضائه، ويمطرونه بعبارات المديح والثناء التي لا تخلو من نفاق. كان الرجل الثري يعيش حياة رائعة، ولم يكن هناك أي شيء يتمناه أو يثير غيرته أو حسده. وفي يوم من الأيام، بينما كان يسير في أحد الشوارع، ظهرت أمامه مسيرة للقاضي المحلي ورجاله. أفسح جميع المارة المكان للموكب حتى يمر وهم يحنون رؤوسهم في احترام، كلهم عدا الرجل الثري. غضب القاضي إذ رأى رجلًا يقف في طريقه دون أن يفسح الطريق لموكبه أو حتى يحاول الانحناء إعرابًا عن احترامه. صاح رجال القاضي به كي يفسح الطريق لكن الرجل الثري رفض قائلًا: "ماذا؟ هل تأمرونني أنا بإفساح الطريق؟ من تظنونني؟ أنا أغنى رجل في هذه القرية". غضب القاضي بشدة، وأمر رجاله بضرب الرجل المغرور بعصيهم.

بعدما ضُرب الرجل عقابًا له على غطرسته، أدرك الرجل أن الثروة لا تساوي شيئًا أمام المناصب الحكومية العالية ذات النفوذ، ولذلك، قرر أن يشتري بماله منصبًا حكوميًا عاليًا. فباع جزءًا من أرضه وذهب إلى العاصمة، وهناك سلم صندوقا من المال إلى أحد الوزراء وطلب منه أن يعطيه منصبًا أعلى من منصب القاضي المحلي. تسلم الوزير المال وطلب من الرجل أن ينتظر لفترة. مر شهر، وظهر الوزير أخيرًا. أخبر الوزير الرجل الثري أن ثمن المناصب الحكومية قد ارتفع. كان هذا يعني أنه يجب أن يدفع المزيد من المال من أجل المنصب، وهكذا عاد إلى قريته وباع المزيد من ممتلكاته. هذه المرة، أعطى الرجلُ الوزيرَ مبلغًا أكبر بكثير من المبلغ السابق، اختفى الوزير كما فعل سابقًا، وطالت فترة غيابه حتى بعد مرور الشهر الأول، فضجر الرجل الثري من الانتظار، وعاد إلى قريته فباع كل ما تبقى من ممتلكاته وأعطاها بالكامل إلى الوزير. وبينما كان ينتظر الأنباء السارة في منزل الوزير، دخل أحد خدم الوزير فجأة الحجرة التي كان فيها وانهال عليه ركلًا، ثم طرده من المنزل. وهكذا، وجد أنه قد فقد كل شيء، ولم يحصل على أي شيء.

شعر الرجل بالإحباط والحزن الشديدين، واتجه بقدمين ثقيلتين إلى رجل عجوز كان يأكل بطيخة في الظل، كان يشعر بالظمأ الشديد، فطلب من الرجل أن يعطيه بطيخة مما معه، قال الرجل العجوز: "حسنا، سوف أعطيك بطيخة شهية، لكن أولًا، ضع هذه الحقيبة القماشية على رأسك"، دون تردد، وضع الرجل الثري الحقيبة القماشية على رأسه فورًا، فقد كان ظمآنًا إلى حد لا يتصور، كما أنه كان يشعر بالتعب والحزن والإهانة، ولم يكن ينوي أن يدخل في أي نقاش من أي نوع. لكنه اندهش بشدة حين وجد أن الحقيبة قد التصقت برأسه بشدة وكأن لاصقا قويا قد رُكِّب فيها، وذهل حين وجد نفسه يتحول إلى خنزير! قال الرجل العجوز: "إذا وضع أي شخص طماع جشع هذه الحقيبة على رأسه، يتحول إلى خنزير على الفور. لا بد أنك كنت جشعا للغاية". ازداد ذهول الرجل الثري الذي صار خنزيرًا وشعر بالخجل والخزي يتصاعدان في صدره. لكنه كان يشعر بالجوع والعطش يمزقان جوفه، فركض أولًا إلى حقل بطيخ قريب والتهم ثمرة بطيخ هناك. عندما أكل أول بطيخة، تحول وجهه إلى وجه إنسان، وعندما تناول الثانية، عاد جسده إلى صورته الآدمية. وبعد أن أكل الثالثة استعاد أطرافه الآدمية أيضًا، وعاد إنسانًا كاملًا. كانت الحقيبة لا تزال على رأسه، وكان قد فهم سرها.

عندما حل الليل، تسلل الرجل إلى غرفة نوم الوزير، وغطى رأسه بسرعة بالحقيبة العجيبة. وبعد لحظات، تحول الوزير إلى خنزير مذعور يركض في أنحاء الغرفة. قال الرجل: "اسمعني أيها الخنزير، سوف أعيدك إلى صورتك الأولى إن أعدت لي مالي"، أشار الخنزير بسرعة إلى صناديق المال المكدسة في ركن الغرفة، فاستعادها وجعل الوزير يأكل الثمرات الثلاثة كي يتحول إلى إنسان، إنهار الوزير واعتذر للرجل وعرض عليه أن يعطيه المنصب تعبيرًا عن ندمه، لكن الرجل رفض قائلًا: "لا، لقد كنت طماعا جشعا، لن أطمع فيما ليس لي بعد ذلك".

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;