الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

صخرة البر

2019-12-13

ⓒ Getty Images Bank

يعد بر الوالدين من أهم جوانب الثقافة التقليدية التراثية في كوريا. فخدمة الوطن وبر الوالدين كانا من أهم عناصر الكونفوشيوسية التي حُفظت في كوريا وظلت تمارس على نطاق واسع لسنوات طويلة. وكنتيجة لذلك، ظهر عدد من القصص التراثية والأمثال الشعبية التي تناقش قيمة بر الوالدين. واليوم، سوف نتحدث عن صخرة عجيبة تستطيع تمييز البار من العاق.

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش عالم في قرية صغيرة. كان لقب عائلته كيم، وكان يعيش وحيدًا مع والدته المسنة، كان ابنًا بارًا، وكان يحرص على العناية بوالدته المريضة التي طال مرضها. وفي نفس القرية، عاشت أرملة طيبة مع ابنها باو وحماتها، كانت والدة باو امرأة طيبة، وكانت دائمة العناية بحماتها، فكان الناس يمدحونها ويمدحون كيم لبرهما.

وفي يوم من الأيام، سمع الناس صياحا، بدا وكأن الجدة العجوز تعنف أرملة ابنها. اندهش الناس، فأم باو كانت امرأة شديدة البر بحماتها. لكن كان من الواضح أن خطبًا ما قد حل بأهل البيت، ولم يكتشف الناس سبب صياح المرأة بأرملة ابنها الطيبة البارة إلا بعد عدة أيام.

بعد عدة أيام، اجتمع كل سكان القرية أمام حجر كبير على تلة في القرية. لم تكن صخرة عادية، فلو لمس شخص ما تلك الصخرة، كان أثر كفه يظهر على الصخرة إن كان ابنًا أو ابنة بارة. ولذلك، كانت تدعى بصخرة البر العجيبة. وكان من تقاليد القرية الاجتماع أمام الصخرة كل فترة لاختيار أكثر أبناء أو بنات القرية برًا.

وفي ذلك اليوم، اجتمع الناس في نفس المكان. وطُلب من اثنين: العالم كيم، والأرملة والدة باو أن يلمسا الصخرة. بدأ كيم بلمس الصخرة أولًا، وكما هو متوقع، حفر أثر كفه فظهر واضحًا على الصخرة. ثم جاء دور والدة باو، فوضعت كفها، لكنها عندما أزالت كفها لم يظهر أي شيء تحتها. تذكر الجمع أصوات الشجار التي سمعوها من بيت والدة باو منذ عدة أيام، وسألوا عما حدث. قالت: "كل ما حدث هو أنني طلبت منها ألا تحمل الصغير باو على ظهرها، فقد بلغ منها السن مبلغه، وأنا لا أريدها أن تؤذي ظهرها". لكن المرأة العجوز غضبت لأنها كانت ترى أنها قوية بما يكفي لحمل حفيدها الصغير، ولهذا عنفت أرملة ابنها. اعترفت والدة باو أنها كانت مخطئة حين حرمت حماتها العجوز من أن تحظى ببعض المرح مع حفيدها. وقالت أيضًا إنها أدركت أنه سيكون من الأفضل أن تبعث الراحة في قلب حماتها، وليس جسدها.

أثرت كلماتها في الجمع، فطلبوا منها أن تلمس الصخرة مجددًا. وعندما فعلت، ظهر أثر كفها واضحًا على الصخرة، أوضح حتى من أثر كف العالم. وقد كان الكل يدرك أن العناية بأهل الزوج أمر أصعب حتى من العناية بالوالدين، فاتفقوا على أنها تستحق أن تحصل على لقب أبر شخص في القرية. واحتفلت القرية بالعالم البار والأرملة البارة، وعرفت القرية بعد ذلك بقرية البر.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;