الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

أسادال وزوجته أسانيو

2019-12-20

ⓒ Getty Images Bank

يقع متحف بولغوكسا البوذي الأثري الشهير في مدينة كيونغ-جو ذات التاريخ العريق. وفي حرم المعبد الرئيسي، يقع برجان حجريان شهيران، البرجان التوأم هما دابوتاب وصُكّاتاب، وقد تم بناؤهما في عصر الممالك الثلاثة في القرن الثامن الميلادي. ويعرف البرجان بجمالهما وسحرهما، ويعد كلا منهما كنزا وطنيًا رسميًا في كوريا. ويطلق على صُكّاتاب اسم موويونغ-تاب أيضًا، وهو اسم يعني برج بلا ظل أو انعكاس. وهذا الاسم الغامض له قصة أسطورية حزينة.

طبقًا لأسطورة معبد بولغوكسا، عاش بناء في مملكة بيك-جيه يدعى "أسادال"، وكانت بيك-جيه واحدة ضمن الممالك الثلاثة القديمة في كوريا. وكان قد اشتهر بكونه أبرع نحات في شبه الجزيرة الكورية بالكامل. وفي ذلك الوقت، بدأت شيلّا، المملكة المجاورة، في إنشاء أبراج جديدة في معبد بولغوكسا في عاصمتها، في مدينة كيونغ جو الحالية. كانت شيلّا في حاجة إلى بنائين مهرة، وقد دُعي "أسادال" إلى عاصمة المملكة المجاورة لبلاده من أجل ذلك الغرض. بعد أن أتم بناء برج دابوتاب أولًا، بدأ في بناء برج جديد، وهو برج صُكّاتاب. وفي موطنه، كانت زوجته "أسانيو" تنتظر عودة زوجها في صبر. مرت السنوات الطوال دون أن يعود الزوج إلى موطنه، واشتقات "أسانيو" إلى زوجِها كثيرًا، فقررت أن تسافر إلى كيونغ جو بنفسها كي تراه. وبعد رحلة طويلة مرهقة، استطاعت أن تصل أخيرًا إلى المعبد المنشود. ولا تسل عن إحباطها حين سمعت أن النساء ممنوعات من دخول المعبد طوال فترة العمل على المشروع المقدس، وهو ما كان يعني أنها لن تستطيع أن ترى زوجها إلا بعد إتمام بناء البرج. لكنها لم تستطع أن تستلم وتعود أدراجها، هكذا بكل سهولة، بعدما سافرت كل هذه المسافة، وتحملت مشقة السفر البعيد كي ترى زوجها الحبيب. فراحت تحوم حول المعبد كل يوم، علها تنجح في استراق نظرة أو لمحة لوجه زوجها، حتى لو من مسافة بعيدة. رق أحد الرُهبان في المعبد لحالها، وأخبرها أن تنتظر بجوار البركة القريبة من المعبد حتى ينتهي زوجها من بناء البرج، الذي ستنعكس صورته على صفحة الماء حينها.

ومنذ ذلك الحين، حرصت "أسانيو" على الانتظار بجوار البركة خارج المعبد، وهي تنتظر أن تبرز قمة البرج من خلف أسواره حتى ترى انعكاسه على صفحة الماء. مرت عدة أشهر وهي على ذلك الحال، دون أن يظهر أي انعكاس للبرج على الماء. أُنهكت "أسانيو"، ففقدت الأمل وخسرت الإيمان، كان إحباطها وانكسار قلبها قد بلغا حدا شعرت معه بأن طاقتها، بل روحها ذاتها قد استُنفذت كليا فلم يتبق منها شيء، لم يتبق حتى ما يعينها على العودة إلى موطنها. فنادت باسم زوجها لمرة أخيرة، قبل أن تلقى بنفسها في الماء لتغرق من فورها.

بعد إتمام بناء البرج، عرف "أسادال" متأخرًا أن زوجته قد أتت لرؤيته، وأنها تنتظره بجوار البركة. ركض ليلقى زوجته الحبيبة، لكنه لم يجدها هناك، فكل ما كان ينتظره هناك هو الشائعات التي رددها الناس عن النهاية المأسوية لزوجته الحبيبة. وبينما كان يتجول حول البركة كسير القلب، خيل إليه أنه يرى وجه "أسانيو" الباسم على صخرة في الجبل، بدا له وجهها وكأنه وجه بوذا ذاته، فبدأ في تحت الصورة الخيالية على الصخرة، وعندما انتهى منها، كان قد نحت تمثالًا حجريًا كاملًا متقن الصنع لبوذا. كان هذا آخر أعماله، قبل أن يعجز قلبه عن تحمل فراق زوجته، فينتحر غرقًا هو الآخر في نفس البركة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;