الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

يونورانغ وصونيو

2020-01-03

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، وتحديدا في عام 157، رابع عام في حكم الملك أدالا، الذي كان الملك الثامن في عصر مملكة شيلا، عاش رجل يدعى يونورانغ مع زوجته صونيو في قرية صيد نائية. كانوا يكسبون عيشهم من الصيد وجمع الطحالب البحرية. وفي يوم من الأيام، ذهب يونورانغ كعادته لجمع الطحالب. وعلى الشاطئ، رأى صخرة سوداء ضخمة لم يكن قد رآها من قبل. انتابه الفضول، فتسلق على الصخرة العجيبة التي بدأت تتحرك فجأة، ودخلت البحر من فورها، لم يستطع الترجل من على ظهرها. لم يكن لديه أي خيار سوى التمسك بالصخرة حتى يظل طافيا على الماء. وبعد فترة طويلة من الإبحار على ظهر الصخرة العجيبة، وصلت إلى اليابان، وقد صعق الناس حين رأوا رجلًا عبر البحر على ظهر صخرة، ظن الناس أنه مبعوث خارق من إله ما، فقدسوه وجعلوه ملكا عليهم.

لكن صونيو زوجته كانت تنتظره في شوق، لكنه لم يعد أبدًا. شعرت بقلق كبير يكتنفها، فلم تستطع أن تبقى ساكنة دون أن تفعل شيئًا. ولذلك، ذهبت إلى الشاطئ علها تجد شيئًا ما يدلها على مكان زوجها المفقود، لكن كل ما وجدته كان البحر الواسع بزرقته الصافية، والرمال الساخنة التي تحده. شعرت بالحزن والأسى يعتصران قلبها فأوشكت على البكاء، لكنها رأت شيئًا. كان ما رأته هو صخرة سوداء كبيرة. لكن ما لفت نظرها لم يكن الصخرة نفسها، بل كان ما كان فوق الصخرة، ففوقها، استقر زوجٌ من الأحذية عرفت من فورها أنه لزوجها الحبيب. شعرت بشيء من الطمأنينة إذ رأت الحذاء، إذ أحست أنه دليل على أنه على قيد الحياة في مكان ما. وعندما تسلقت الصخرة العجيبة كي تجلب الحذاء، أبحرت بها الصخرة فجأة كما فعلت بزوجها من قبل، حتى وصلت إلى اليابان، في نفس المكان الذي أنزلت فيه زوجها.

صعق السكان المحليون هذه المرة أيضًا لظهور شخص من العدم على ظهر صخرة في وسط البحر. فاصطحبوا المرأة إلى الملك الجديد، الذي لم يكن سوى زوجها الذي افتقدته كثيرًا. وهكذا اتحد الاثنان مجددا أخيرًا في جزيرة يابانية صغيرة، وأصبحا الملك والملكة على الجزيرة الساحرة. لكن شيئًا غير اعتيادي حدث في شيلا، موطنهما الأصلي. فقد توقفت الشمس والقمر عن السطوع، وعندما أرسل ملك شيلا إلى المنجمين يسألهم عما حدث، أخبروه أن روح الشمس وروح القمر قد غادرتا البلاد ورحلتا إلى اليابان، وهو ما سبب كل هذه الفوضى. أرسل الملك مبعوثًا خاصا يطلب من الملكين الجديدين العودة إلى شيلا، لكنهما كانا قد استقرا هناك كملكين، وكانا يريان أنهما إنما وصلا إلى ذلك الوضع العجيب بإرادة الإله نفسه، فلم يحبذا العودة إلى شيلا، وأرسلا -بدلًا من ذلك- بلفافة حريرية غزلتها الملكة وخاطتها بنفسها، وأوصى الملك الجديد المبعوث أن يهديها إلى ملك شيلا كي يهبها كهبة لإله السماء ضمن الطقوس المقدسة.

عاد المبعوث إلى ملكه، الذي نفذ ما جاء في النصيحة بحذافيره، فعادت الشمس والقمر يسطعان على أرض البلاد من جديد، وعاد السلام يعم البلاد. ومنذ ذلك الوقت، أعلن الملك الحرير ككنز وطني، وكان يتم تخزينه في مخازن ملكية مخصصة تدعى "غويبيغو". واليوم، يقف تمثال يونورانغ وصونيو في ميدان هوميغوت بمدينة بوهانغ، أول مكان يعتقد أن الشمس سطعت فيه على أرض كوريا على الإطلاق.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;