ⓒ Getty Images Bank

يشغل النمر مكانة خاصة في القصص التراثية الكورية. ويوصف أحيانًا بأنه حيوان شرس يلتهم الناس بلا أي تردد. وفي بعض القصص، تظهر النمور ككائنات حمقاء غبية يخدعها الناس أو الحيوانات الصغيرة كالأرانب. ولكن قصتنا اليوم تتناول نمرة ذكية، تنجح في عقد صداقة مع رجل من بني البشر.

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل باسم "باك" في قرية جبلية نائية. كان يكسب عيشه من زرع أشجار الخيزران وقطعها وبيع خشبها المميز في السوق. وفي يوم من الأيام، كان يتفقد مزرعة الخيزران خاصته، ووجد أن براعم الخيزران الصغيرة التي شارفت على الإنبات قد داسها أحدهم. كما وجد آثار أقدام حيوانٍ ما حول المكان. شعر باك بالغضب الشديد. وقرر أن يتخلص من الحيوان الكريه فتتبع آثار أقدامه داخل الغابة، وكان يحمل في يده قوسًا من الخيزران.

وصل باك إلى المكان الذي انتهت عنده آثار الأقدام المذكورة. وجه قوسه الخيزراني إلى الأعلى وهو يستعد للهجوم. لكنه لم يجد سوى بعض النمور الرضيعة. وراحت الأشبال الصغيرة تتأمل باك بعيونها البريئة. راح يحدث فيها هو الآخر، وهو لا يزال يحمل سلاحه المصنوع من الخيزران. وبعد قليل، أنزل السلاح، فلم يجد في قلبه القدرة على قتل هذه الكائنات اللطيفة الضعيفة. نسي باك أمر براعم الخيزران، وترك المكان.

عندما عادت النمرة الأم، رأت القوس ملقى بالقرب من بيتها. فهمت النمرة الذكية أنه سلاح يستخدمه بني البشر، فأدركت فورًا ما حدث. غمرتها الراحة حين رأت صغارها بخير وسلام حيث تركتهم. حملت النمرة خنزيرًا بريًا كانت قد اصطادته لتوها إلى المنزل الواقع بجوار مزرعة الخيزران الصغيرة، وتركته في الباحة الأمامية للمنزل، ورحلت من حيث جاءت.

في اليوم التالي، عندما عادت النمرة الأم من رحلة صيدها ، وجدت صغارها يأكلون شيئًا. كانوا يأكلون الخنزير البري الذي كانت قد وضعته أمام منزل الرجل في اليوم السابق. فقد أهداه الرجل بدوره لصغار النمور التي رآها في اليوم الذي سبقه. تأثرت النمرة الأم كثيرًا، وفي تلك الليلة، صادت حيوان جبلي آخر ووضعته أمام منزل الرجل. وكما حدث في المرة السابقة، أهداه الرجل لصغارها كي يأكلوه. تكرر الأمر كثيرًا. ورغم أن الرجل والنمرة لم يستطيعا تبادل الحديث، فقد فهم كل منهما ما كان يحدث بينهما. وفي النهاية، قبل الرجل أخيرًا هدية النمرة. ومنذ ذلك اليوم، قامت النمرة بحماية أهل القرية كلهم من الحيوانات البرية.