ⓒ Getty Images Bank

'لا يضم ألبوم صوري القديم الكثير من الصور لفترة ما بين مولدي وتخرجي من المدرسة الإعدادية. هناك صورة لتخرجي من المدرسة الابتدائية كتب عليها "احتفالًا بالتخرج، فصل 2 من الصف السادس الابتدائي"، تظهر الصورة حوالي 60 طالبًا لا يكاد أيٌ منهم يقدر على إخفاء ما يشعر به من حماس، وهم يقفون أمام الخلفية التي كونها مبنى منخفض من مباني المدرسة، والسماء الشاسعة من فوقه. لكن بين كل تلك الوجوه التي فاض منها الحماس، بقيت بقعة واحدة فارغة، وقد تم اقتلاعها بنصل موسٍ حاد. آثار خدوش النصل الحاد كانت في المكان الذي شغله وجهي في السابق. وحتى في صورة التخرج من المدرسة الإعدادية، فإن خدوش النصل احتلت المكان الذي كان يجب أن يحتله وجهي أنا. وحتى اليوم، بعد مرور أكثر من 30 عامًا، فإنني لا أزال أشعر بنصل الموس الحاد على وجهي وأنا أنظر لتلك الصور'.

#من شريط مقابلة الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

الوجه ليس مجرد جزءٍ من الجسد، بل هو وعاء يُظهر هوية المرء. وراوي القصة عانى من طفولة صعبة للغاية، وعندما أصبح صبيًا يافعًا، حاول أن يخفي ماضيه. كانت هذه هي ذروة إنكار حياته وهويته. ولهذا كان يقطع وجهه من الصور الجماعية. تُعرف قصة "وجه جميل" بكونها سيرة ذاتية للكاتب "سونغ كي-وون". وقد كتب عن آلامه وذكرياته المخجلة أثناء الحرب الكورية، وعصر التصنيع في كوريا، بدون أن يبالغ في وصفها أو يحاول التخفيف منها. وقراءة القصة تشعر القارئ أنه يستمع إلى الكاتب مباشرة وهو يحكي عن ماضيه أثناء مشاهدة صوره القديمة.

'سأحكي لك قصة. في يوم من الأيام، كان هناك زير نساء. لكنه كلما دخل في علاقة رومانسية مع امرأة ما، ينهي العلاقة بإيذائها بشدة. كان يقع في حبها فقط بعد أن يدميها من كثرة الجراح التي سببها. كان يحب الأذى الذي سببه لها أكثر مما كان يحب المرأة نفسها. عندما كان زير النساء هذا صغيرًا على فهم الحب وكنهه، كان يقطع وجهه من الصور الجماعية بسن الموسى" قال صديقي: "سوف أحكي لك قصة قديمة أنا أيضًا"، قلت: "هل لديك واحدة أيضًا؟"، قال: "كان هناك رجل شيوعي قبل زمن طويل"، قلت: "نعم؟"، قال: "وهو لم يتخل بعد عن الشيوعية"، قلت: "بالطبع لم يفعل، كيف سينجو بدونها في مثل سنه؟" تركنا الحانة بعدما رجانا صاحب الحانة وهو يتثاءب أن نغادر'.

---

الكاتب "سونغ غي-وون 송기원":

وُلد الكاتب "سونغ غي-وون 송기원" في 8 ديسمبر 1947 في منطقة "بوصُنغ" في مقاطعة "جولا" الجنوبية. نشر أول أعماله الأدبية عام 1974 في جريدة "دون آه إيلبو" بعنوان "أغنية موسم التعافي"، وحصل على جائزة أدبية عام 1993 في الدورة الرابعة والعشرين من جوائز "دونغ إين" الأدبية. كما فاز بعدة جوائز أخرى خلال مشواره الأدبي.