الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

ماء في جمجمة

2020-03-13

ⓒ Getty Images Bank

الراهب الموقر "وون-هيو"، وكان أحد أشهر الرهبان البوذيين في التاريخ الكوري كله. وقد اشتهر الراهب الموقر "وون-هيو" من القرن السابع بتعاليمه التي تفيد أن الحقيقة إنما توجد في العقل. والقصة التالية، ترينا كيف استطاع أن ينشر تعاليمه.

كان يا ما كان، في قديم الزمان، وتحديدًا في عام 661 ميلاديًا، بدأ الراهب الموقر "وون-هيو" رحلة مع صديق له لتعلم المزيد عن البوذية في الصين، التي كانت مركز الديانة البوذية في ذلك العصر. وفي إحدى الليالي المُظلمة، أجبرت عاصفة مطيرة قوية الراهبين على الاحتماء بكهف من قسوة الأحوال الجوية. قررا أن يقضيا الليلة في الكهف، وبعد أن استغرقا في النوم، استيقظ الموقر "وون-هيو" في منتصف الليل من شدة الظمأ. راح يتحسس طريقه في الظلام، وهو يحاول أن يجد شيئًا ليشربه. وبينما هو على هذه الحال، لمست يده شيئًا كالإناء ممتلء بالماء. ظن أنها ثمرة شمام مفرغة تحتوي على الماء. فالتقطها وتجرع الماء، كان الماء باردًا منعشًا، فشرب حتى ارتوى، وعاد إلى النوم.

في الصباح التالي، استيقظ الراهب الموقر ليجد أن الجماجم والعظام قد انتثرت على أرض الكهف التي لم تكن سوى مقبرة قديمة. صُعق الراهب، لكن ما صدمه أكثر هو أن الإناء الذي شرب منه في الليلة السابقة لم يكن ثمرة مجوفة، بل جمجمة بشرية! وما شربه لم يكن ماء زلالًا، بل كان سائلًا عطنًا احتوته جمجة متعفنة. كانت مجرد رؤية المشهد منفرة، فشعر بنفور شديد وتقزز جعله يرتمي على الأرض ويفرغ جوفه.

 لكنه فجأة توقف، حيث بزغت في عقله حقيقة زلزلته. فلقد تساءل عن سبب تحول الماء البارد المنعش الذي شربه في الليلة السابقة إلى شيء مقزز منفر في الصباح التالي مباشرة. أدرك عندها أن الفارق بينهما موجود في عقله فقط، وليس في الماء نفسه. أدرك في تلك اللحظة أن الفارق بين الحقيقة والواقع هو أمر يصنعه العقل، وكانت هذه هي اللحظة التي مر بها بتجربة التنوير الحقيقية.

تخلى الراهب عن رحلته إلى الصين، حيث شعر أنه لم يعد يحتاج إلى تلك الرحلة. وبدلًا من ذلك، قرر أن يعيش حياته كرجل عادي، وأن يرفض حياته السابقة كراهب منتسك. وركز حياته كلها على نشر التعاليم البوذية بين العامة في كوريا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;