الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

أنف الخنزير القصير

2020-04-03

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، قبل ملايين السنين، عاش البشر وحدهم على الأرض دون رفيق من الكائنات الأخرى، التي كانت تعيش في عالمٍ آخر مغاير. استدعى أحد ملوك العالم الآخر ديكًا، وكلبًا، وخنزيرًا. وطلب منهم الذهاب إلى عالم الأرض، وفعل شيء طيب يفيد البشر الذين يعيشون هناك لمدة عام كامل. ووعدهم بأن يهديهم عطايا قيمة إذا اتبعوا تعليماته دون تغيير. وهكذا، أرسل الحيوانات الثلاثة إلى الأرض، وحاولوا أن يساعدوا البشر بطريقتهم الخاصة.

بعد مرور عام، استدعى ملك العالم الآخر الحيوانات الثلاثة، وسأل كلًا منها عما فعله لمساعدة البشر. كانت الديك أول من أجاب، فقال بكل فخر: "سيدي! لقد كنت أصيح كل صباح لأعلن مقدم الفجر حتى يعرف الناس أن وقت الاستيقاظ قد حان، كي يستيقظوا ويبدأوا يومهم في نشاط وهمة"، سر الملك بما سمعه من الديك وقال: "أحسنت صنعا أيها الديك! لقد فعلت شيئًا مفيدًا للبشر بكل تأكيد. وكمكافأة لك، سوف أهديك زينة حمراء جميلة، كي تضعها على رأسك". شكر الديك الملك على هديته القيمة.

بعد ذلك، جاء دور الكلب. فتقدم بكل احترام ثم قال: "أيها الملك! لقد حرصت كل الحرص على حراسة منازل البشر في الليل وهم نائمين. فلقد قدرت بأنهم يحتاجون إلى النوم العميق كل ليلة كي يحافظوا على صحتهم، ويتمكنوا من العمل بجد وهمة في الصباح التالي". أومأ الملك برأسه موافقًا، وقال: "كم يسرني أن أسمع أنك ساعدت البشر بعمل مفيد للغاية أيها الكلب. وأنت تستحق مكافأة بكل تأكيد. بما أنك لا تملك سوى ثلاثة أرجل، سوف أهديك رجلًا رابعة. سوف تشعر براحة أكبر حين تمشي على أربعٍ بدلًا من ثلاثٍ". ولا تسل عن سرور الكلب عندما سمع بأمر هذه الهدية غير المتوقعة.

وأخيرًا، جاء دور الخنزير. قال له الملك: "أيها الخنزير، أخبرني بما فعلته لمساعدة البشر. لا شك عندي أنك قمت بعملٍ رائع في مساعدة البشر". قال الخنزير: "أي مولاي، لقد حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن أفكر في شيء يفيد البشر، لكنني لم أستطع، لأن الديك والكلب سبقاني في تنفيذ الأفكار التي راودتني أولًا". غضب الملك غضبًا شديدًا. وقال بصوت صارم: "أيها الخنزير، هل تخبرني الآن أنك لم تفعل أي شيء لمساعدة البشر؟". حاول الخنزير أن يصلح موقفه بأي شكل، لكن الكلمات لم تسعفه. قال: "بل فعلت شيئًا، لقد كنت أتناول فضلات الطعام التي كان البشر يتخلصون منها". ثارت ثورة الملك، وقال في غضب مكتوم: "إذن كل ما فعلته هو الأكل والنوم! أيها الخنزير، أنت لم تتبع أوامري، ولسوف تتلقى العقاب الذي تستحق". وما أن أنهى كلماته الغاضبة، حتى قطع أنف الخنزير الطويل.

ومنذ ذلك اليوم، ظلت أنوف الخنازير قصيرة، تصدر أصواتًا مزعجة. أما الديكة، فلها تيجان حمراء زاهية على رؤوسها، بينما الكلاب اعتادت على رفع رجلها الرابعة والوقوف على ثلاثٍ عندما تذهب إلى الحمام كي لا تلوث الهدية القيمة التي تلقاها جدها الأكبر من ملك العالم الآخر.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;