ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، وتحديدًا في عصر مملكة "مينغ" الصينية، عاش عالم يسمى "يو"، تزوج "يو" السيدة "سا"، فكانت له زوجة طيبة وفية كريمة. وأحب كل منهما الآخر بعمق. ولكن بكل أسف، لم يُرزقا بالأطفال رغم مرور تسع سنوات على زواجهما. طلبت السيدة "سا" من زوجها أن يتخذ زوجة ثانية حتى تتسنى له فرصة أن يكون أبًا. في البداية، رفض "يو" الفكرة تمامًا. لكن الزوجة ظلت تلح عليه وتصر على طلبها، حتى قبل هو في النهاية بغير حماس كبير. كانت الزوجة الثانية التي اتخذها هي السيدة "غيو"، ولم يكن يعرف حين اختارها أنها سيدة خبيثة القلب رديئة الطبع يأكلها الحقد والغيرة. تظاهرت الزوجة الثانية في البداية أنها تحترم الزوجة الأولى، لكنها في واقع الأمر كانت تريد أن تتخلص منها كي تصبح هي الزوجة الأولى والوحيدة. وعندما رزقت بابن ذكر أخيرًا، لم تزد رغبتها إلا قوة، ولم يزد طمعها إلا اشتعالًا.

حاولت السيدة "غيو" أن تثير غضب زوجها من زوجته الأولى في كل فرصة تتاح لها بكل طريقة ممكنة. لم يصدقها "يو" في البداية، لكن الأمر وصل بالزوجة الثانية الخبيثة بأن تقتل ابنها الصغير كي تتهم غريمتها بارتكاب الجريمة الشنعاء. كاد "يو" يفقد صوابه لفقدانه ولده الوحيد الذي رزق به بعد حرمان طويل، وغامت عينيه واختل توازنه النفسي والعقلي فصب جام كرهه وغضبه على زوجته الأولى التي اتهمت ظلمًا بارتكاب الجريمة. فطردها من المنزل شر طردة، وأصبحت "غيو" هي الزوجة الوحيدة له، كما أرادت منذ البداية.

لم تنتهِ شرور السيدة "غيو" الخبيثة هنا. فقد كانت تخفي سرًا لا يعرفه أحد، كان لها عشيق سري، وقد تآمرت مع عشيقها ضد "يو" واتفقا على محاولة الإيقاع به في مشكلة أمام السلطات. نجحت المؤامرة، وحكم على "يو" بالنفي إلى منطقة بعيدة، وتحقق لزوجته الثانية ما أرادت، فحصلت على منزله وثروته بكاملها، وهربت مع عشيقها.

بينما كان "يو" يقضي حياته وحيدًا في المنفى، صفا فكره واتضحت رؤيته، فأدرك أن زوجته الثانية خدعته شر خداع. وانفطر قلبه وهو يفكر في زوجته المسكينة "سا"، التي ظلمت ظلما بينا من دون جرم ارتكبته. شعر بالندم الشديد يخترق صدره كسيف حاد لتخليه عن زوجة نقية وفية كالسيدة "سا". بعد فترة، اتضحت حقيقة المؤامرة التي دُبرت له، وأعلنت براءتُه وسمح له بالعودة وأطلق سراحه. وفور حصوله على حريته، انطلق يبحث عن زوجته السيدة "سا"، التي ظلت تتنقل على غير هدى هنا وهناك. وعندما وجدها أخيرًا، اعتذر لها بكل حرارة وطلب منها أن تسامحه وأن تعود له، فعادا إلى منزلهما معا. وانكشفت حقيقة ما فعلته "غيو" وعشيقها، فألقي القبض عليهما، وحكم عليهما بالموت عقابًا على ما فعلا.