ⓒ Getty Images Bank

 'كانت الرياح تهب بقوة في الخارج، وكانت الحجرة تمتلئ بالهواء البارد كلما اهتزت النافذة. أقفلنا الأنوار أنا وشقيقتي الصغرى، وسحبنا الأغطية على رأسينا. كل هذا حدث لأننا نسينا ملء السخان بالغاز. قالت شقيقتي: "كيف انتهى بنا الأمر في هذا المكان؟ أنا لم أر بابًا ورقيًا في حياتي من قبل"، قلت لها: "ولا أنا". كان حجم الحجرة يبلغ نصف الستوديو الذي كنا نعيش فيه قبل ذلك. كنت قد طلبت استرداد مبلغ التأمين الذي وضعته لاستئجار المنزل، وبحثت عن أي مكان نعيش فيه بنصف الثمن. وهكذا انتهى بنا الأمر في هذا المكان'.

كان أصحاب المنزل الجديد زوجان في العقد السابع من عمرهما، وكانا يطلقان على الحجرات التي يؤجرانها اسم "البيت المربع"، لأن الحجرات كانت مرتبة بحيث تشغل الأركان الأربعة للباحة المربعة بدورها. كانت هناك 9 حجرات متاحة للاستئجار، وقد أجرت الشقيقتان الحجرة رقم 9، آخر حجرة في ركن الباحة.

 'عندما خرجت إلى الباحة لأدخل الحمام ليلة أمس، رأيت الأنور مضاءة في الحجرات التسع كلها. كانت الأضواء تلتمع من خلال الأبواب الورقية لتضيء الباحة، مما جعلني أشعر بنوع من الراحة لسبب ما. سمعت سعال شخص ما في حجرة، وصوت غمغمة الراديو الخافت يصدر من أخرى. رحت أراقب الحجرات التسع المضاءة من الداخل، وشعرت بقرب شديد مفاجئ منهم جميعًا، رغم أنني لم أر أي من السكان من قبل، ولو حتى مرة واحدة. كانوا أناس يعيشون في نفس عنواني، ويعودون بسلام إلى منازلهم بعد الانتهاء من روتينهم اليومي، نسيت أنني كنت في طريقي إلى الحمام، ووقفت في منتصف الباحة أراقب الغرف التسعة المحيطة بي. ورغم أنني كنت أعرف جيدًا أن الغرف المحيطة بي هي تسعة غرف، فقد رحت أعد الأبواب الورقية التي يظهر الضوء من خلفها بإصبعي. كان سكان البيت المربع يعلنون عن حضورهم عن طريق الأضواء والأصوات فقط، الأضواء التي تظهر واضحة من خلال الباب، وأصوات فتح وقفل الأبواب، وأصوات الأحذية التي يجرونها بأقدامهم، وتنهيداتهم الخفيفة كأنها صنعت من ورق بدورها'

# من شريط مقابلة الناقدة الأدبية جون سو-يونغ:

تبدو حياة الشقيقتين صعبة وكئيبة للغاية، لكن خلفية البيت المربع تفصح عن رحابة قلب الكاتبة. فإذا كان المنزل على خط مستقيم، لواجه كل سكان المنزل الجهة ذاتها، لكن لأن المنزل مربع، فقد بني بحيث يواجه سكانه بعضهم بعضًا. من الصعب أن يهتم المرء بالآخرين حين يكون مثقلًا بضغوط حياته الخاصة، لكن الراوية وشقيقتها تريان سكان ذلك المنزل كما تريان نفسيهما. ففي بعض الأحيان، يشعر الناس بالراحة عن طريق الدفء الذي يشعه الآخرون فحسب، مهما كان بسيطًا. ورغم أن الراوية لا تملك الشجاعة بعد للتقرب منهم على مستوى شخصي، لكنها تعرف أنهم هناك عن طريق النظر إلى تلك الأضواء، وتشعر بالراحة من حقيقة أنهم موجودون. وتصف الكاتبة المشهد بشكل حزين وجميل في الآن ذاته.

---

 الكاتبة "جانغ أون-جين 장은진":

وُلدت الكاتبة "جانغ أون-جين 장은진" في عام 1976 في مدينة كوانغ-جو. نشر أول أعماله الأدبية عام 2004 بعنوان "معمل المطبخ"، وفازت عنها بجائزة، كما فازت بجائزة "لي هيو صُك" الأدبية في دورتها العشرين عام 2019، وغيرها من الجوائز الأدبية.