ⓒ Getty Images Bank

"كانت السيارات تسير بوتيرة سريعة في الشوارع الخالية في ذلك الوقت المتأخر من الليل. كانت جي-يونغ في طريقها إلى المتجر. كان الوقت المحدد لإغلاق المتجر يتأخر باستمرار منذ أن اتتقلت إلى هنا، وكأنه تنبأ بأنها سوف تشتاق إلى الخروجات الليلية في النهاية. كان الاستهلاك هو أهم شيء، وكانت المدينة على استعداد لمدّ اليوم إلى 25 ساعة إن لزم الأمر حتى توفر العرض الكافي للطلب".

نُشرت قصة "هل تحب التسوق؟" للكاتبة "بيو ميونغ-هي" عام 2011. وتبدأ القصة بمشهد البطلة "جي-يونغ" وهي تتسوق في وقتٍ متأخر من الليل. كانت قد قضت عشر سنوات من عمرها في تعمل في فندق خمس نجوم، لكن الفندق بيع لشركة أجنبية، مما أنهى حياتها العملية في العمل الفندقي.

# من شريط مقابلة الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

في البداية، بدأت في أخذ البضائع من عربات تسوق الآخرين لتوفير الوقت. لكن بعد تكرار الأمر لعدة مرات، أدمنت هذه الصورة من التسوق غير المباشر. كان أخذ البضائع من عربات تسوق الآخرين بالنسبة إليها يعتبر فرصة لعيش حياة شخصٍ آخر، فهوية الإنسان في المجتمع الاستهلاكي تتحدد أحيانًا بما يشتريه، لأن ما يشتريه المرء يعبر عن أسلوب حياته. ولذلك فإن "جي-يونغ" تشعر بانجذاب شديد تجاه عربات تسوق الآخرين، وبحاجة ملحة لملء الفراغ الذي تشعر به في حياتها بأغراضهم.

 'راحت أحداث العام الماضي تدور في عقلها كالبانوراما، وكأنها تزور جيرانها خلال عربات التسوق الخاصة بهم. وقد وجدت طريقها إلى عربة تسوق إيل-جو أكثر من أي شخص آخر دون قصد، لكنها كانت تختار عربة تسوق جديدة في كل مرة. كان هذا يجعلها تخطط بشكل مختلف لوجباتها في كل مرة، وكان يبعث في نفسها سرورًا كبيرًا. كانت تشعر أنها مدعوة على عشاء شخص آخر طوال الوقت. كانت الدعوات المفترضة تأتيها من اثنين متزوجين حديثًا، أو أسرة من أربعة أفراد، أو عائلة كبيرة يعيش فيها ثلاثة أجيال معًا في المنزل نفسه، أو امرأة عجوز تعيش وحدها.  كان أخذ البضائع من عربات تسوق الآخرين أشبه برحلة إلى وجهة غير معلومة. قد تكون رحلة فاخرة على متن باخرة، أو رحلة إلى مكان بعيد. ولولا هذه الرحلات المتخيلة، لصارت حياتها كئيبة مملة'.

---

الكاتبة "بيو ميونغ-هي"

ولدت الكاتبة "بيو ميونغ-هي" عام 1965 في مدينة ديغو. ونشرت أول أعمالها الأدبية عام 2001. وحصلت على جائزة الروائي الجديد من مجلة الإبداع والنقد الأدبي في العام نفسه.