ⓒ Getty Images Bank

 'لاحظتُ أنه هناك بعض الأشياء داخل حقيبة بلاستيكية شفافة: مناديل، بعض الأوراق، وعينات مستحضرات التجميل. فتحت الحقيبة. لا بد أن جدتي عقدت العُقدة. اندفعت الذاكرة في رأسي. أفرغت كل محتوياتها. كان هناك منديلان برائحة مميزة. كانت رائحة جدتي. لم تكن رائحة عرق، بل مجموعة من الروائح التي تميز كبار السن'.

 تبدأ قصة "عندما أبلغ الرابعة والستين" للكاتبة "لي تشونغ-هيه" بالطالبة الجامعية "ييه أون" وهي تبحث عن شيء ترتديه. وبينما هي تبحث، تجد قميصًا في حقيبة سفر مع شيء آخر ملفوف بالبلاستيك. كان عليها أن تحضر مجموعة دراسية ذلك المساء لكنها لم تستطع أن تركز إطلاقًا. فأخرجت الحقيبة البلاستيكية الخاصة بجدتها، أخرجت الورقة التي كُتب فيها عنوان خالها، ومواعيد زفاف أولاد خالها، وتاريخ جنازة جدها. ثم لاحظت ورقة كُتب عليها: صلاة من أجل موت طيب.

"'أحب أنفاسك الأخيرة، وأرجو أن أهبك أنفاسي أنا الأخيرة. لا أدري ما إذا كنت سأتمكن من الاعتماد على حكمتي واستخدامها بحرية عندما يحين وقت مغادرتي العالم. ولذلك، فأنا أهبك كل آلام ومعاناة وقت موتي الآن". لفتت عبارة "لا أدري ما إذا كنت سأتمكن من الاعتماد على حكمتي واستخدامها بحرية عندما يحين وقت مغادرتي العالم" نظر ييه-أون. قالت لنفسها: "حسبما ما أعرف، فإن جدتي لا تستطيع البقاء حتى بالاعتماد على حكمة الآخرين، فضلًا عن حكمتها وعقلها هي. أدهشني أنها استطاعت أن تعد للحظة موتها عبارات بهذا الجمال عندما كانت لا تزال سيدة عقلها، رغم أنها لم تنل حظًا كبيرًا من التعليم. وهوى قلبي بين قدمي وأنا أفكر في لحظتي أنا الأخيرة للمرة الأولى في حياتي"'.

# من شريط مقابلة البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية.

فكرت الكاتبة بعمق في مشاكل الجدة في القصة. كان يجب أن تشعر "ييه-أون" أنها أقرب إلى جدتها من أي شخصٍ آخر لأن جدتها هي من تولى تربيتها، لكننا نراها غير مهتمة بجدتها على الإطلاق. ومتوسط عمر الإنسان قد ارتفع بشكل كبير في العصر الحديث، ورغم أن كبار السن يشكلون أغلبية المجتمع الكوريّ، فإن أكثر الناس لا يهتمون بمشاكلهم على الإطلاق. ولا يوجد قصصٌ كثيرة تعالج قضية الانعزال في السن الكبيرة بالشكل الرائع الذي تميزت به هذه القصة، وهي مشكلة يجب على الكثير منا أن يواجهها إن آجلًا أم عاجلًا.

---

الكاتبة "لي تشونغ-هيه"

ولدت الكاتبة "لي تشونغ-هيه" في 30 يونيو عام 1948 في مدينة كوانغجو. ونشرت أول أعمالها الأدبية عام 1991 بعنوان "هاو". وحصلت على عدة جوائز أدبية.