ⓒ Getty Images Bank

 تبدأ القصة بمشهد يتلقى فيه الراوي تلغرافًا في آخر أيامِ مارس يبلغُهُ أن مرضًا خطيرًا حلّ بجدته. 

 'ترجلتُ من القطار وأنا أشعر بالقلق من أن تكون قد فارقت الحياة بالفعل. دخلت الزقاق الضيق، وخفق قلبي بقوة وأنا أقترب من منزل الطفولة، وكأنني أسمع صوت نحيب المعزِّين بالفعل. لكنني لم أسمع تلك الأصوات المشؤومة لحسن الحظ. عندما دخلت ساحة المنزل، وجدت المصباح المتسخ المعلق يلقي بضوئه البائس على الحديقة والفناء. هوى قلبي بين قدمي حين رأيت كوخ القش مغطى بحصائر مصنوعة من القصب بين الجرار الطينية والبئر. ألا تُستخدم هذه الأشياء في الجنائز؟ لكن ملاحظاتي لم تكن صائبة. فعندما دخلت غرفة المعيشة، وجدت أقاربي المنهكين الذين لم يناموا لحظة واحدة فيما يبدو، وقد جرّوني إلى الحجرة الصغيرة التي كانت جدتي تستريح فيها، كان يبدو أنها لا تزال تتنفس'.

# شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

 قد يكون أفراد العائلة قريبين من المرء وبعيدين عنه في الوقت نفسه. فتربطهم جميعًا رابطة الدم، لكن هذه الرابطة ليست بالقوة التي نظنها دائمًا، فأحيانًا يختلف الأقارب ويتباعدون. وفي هذه القصة، يكشف موت الجدة القريب عن ضعف الأواصر التي تربط أفراد العائلة ببعضهم. فتحسن حالتها بشكل متكرر يجعلهم يعتنون بها انطلاقًا من أداء واجب لا مفر منه، وليس بسبب حبهم لها. فهم لا يريدون أن يُتهموا بالإهمال أو التشكيك في أخلاقياتهم، ولذلك كان السبب الظاهر لاجتماعهم في بيتها هو الاجتماع لتوديع الجدة الحبيبة، لكن تصرفاتهم وحالاتهم النفسية تقول غير ذلك. والكاتب يرينا كيف يتصرف أفراد العائلة الواحدة بشكل غير صادق حتى في موقف مواجهة الموت.

 'قال أحد الأقارب"لا أظن أنها ستتوفى قريبًا، ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أعود إلى منزلي هكذا"، وقال آخر: "أنت محق، لا أظن أنها ستموت قريبًا"، قال الأول: "ربما نستطيع أن نستدعي طبيبًا ليفحصها"، ردّ الثاني: "فكرة جيدة!". كان الطبيب الذي وقع عليه الاختيار هو أحد أصدقاء أبي. ظهر الطبيب كيم أمام منزلنا بعد فترة قصيرة. أقفل عينيه محاولًا التركيز وهو يفحص نبضها، ثم هز رأسه يمنة ويسرة. قال: "يؤسفني أن أخبركم أنها لن تستطيع أن تعيش أكثر من ليلة أو ليلتين"، قال أبي: "نعم، إنها أضعف من أن تستطيع الاستمرار أكثر من ذلك". وهكذا استقر بهم الحال، لكنها تحسنت تلك الليلة، وطلبت أن تأكل شيئًا. مر اليوم التالي دون حادثة تذكر، وهو ما أظهر عدم دقة الطب التقليدي، فطالب بعضنا باستدعاء طبيب يعمل بالطب الغربي الحديث. وعندما جاء الطبيب الجديد وفحصها، قال إنه لا داعي للقلق عليها خلال الأسبوعين أو الثلاثة القادمين على الأقل ما لم تحدث أي أعراض جديدة. قال أحد الأقارب: "كنت أعرف! كل هذه الضجة كانت بلا سبب". وغادر في تلك الليلة نفسها'.

---

الكاتب "هيون جين-غون"

ولد الكاتب "هيون جين-غون" في 2 سبتمبر من عام 1900 في مدينة ديغو بمقاطعة كيونغ سانغ الشمالية، وتوفي في 25 أبريل 1943. ونشر أول أعماله الأدبية عام 1920 بعنوان "زهرة التضحية". من أشهر أعماله: "يوم سعيد الحظ"، و"مجتمع ينصح بالخمر".