ⓒ Getty Images Bank

'وبينما كان ينظر إلى قدمها ليقدِّر قياسها، ظهرت نحلةٌ فجأة وراحت تحوم حول وجه "نامي". عبس وجهها وحاولت أن تبعد النحلة بيد بينما تحمي وجهها بالأخرى، لكن النحلة وقفت على صدرها. صاح البائع: "انتظري لحظة". تابع بائع الحلوى النحلة بكل تركيز، ثم انقض وضربها وهي واقفة على صدر نامي وصاح: "هذا جزاؤك أيها النحلة الحمقاء!". لكن بعد لحظة، شعر كلاهما بالإحراج البالغ، واحتقن وجه نامي بشدة وتراجعت بضعة خطوات للخلف فسقطت النحلة في كف بائع الحلوى. وهي لم تكن تنوي أن تظل واقفة بهدوء في يده. 'أصدرت النحلة أزيزًا غاضبًا قبل أن تقرص كفَّ الشاب. وقد وجدت نامي منظره وهو يهش النحلة وينفخ كفَّه في ألم طريفًا للغاية، فغطت فمها بظهر يدها وضحكت. نظر البائع الشاب إليها بوجه نصف متألمٍ ونصف ضاحك. وبينما كان ينظر إليها، كان أول ما خطر له هو أن أسنانها جميلةٌ للغاية. وعندما التقت عينا نامي بعينيه، شعرت بخجل مفاجئ، وكان عليها أن تدير رأسها بعيدًا عنه'.

بدأ النعل المطاطي الذي قايضه الصغيران مقابل الحلوى علاقة رومانسية جديدة بين الشابين.

 كان بائع الحلوى يأتي كثيرًا إلى المكان، وكان يرفض الذهاب إلى أي مكان آخر. كان أحيانًا يبتسم طوال اليوم، ويغمره الكرم فيوزع الحلوى على الأطفال، لكن في الأيام التي كان يكفهر وجهه فيها ويجلس صامتًا كشخص أصم، لم يكن الأطفال يحصلون على أي شيء. مع الوقت، تعلم الأطفال أن يراقبوا مزاج بائع الحلوى أولًا. كان يضع الكثير من الزيت على شعره الطويل ويمشطه للخلف في تلك الأيام. كما كان يرتدي سترة زمردية اللون مصنوعة من الحرير الصناعيّ. سألته إحدى النساء: "ماذا حلّ بك؟ هل تزوجت؟". عندما كان سكان القرية الفضوليون يطلقون هذه التعليقات، كان يبتسم بإحراج ويدير وجهه إلى الجانب الآخر كي يتجنب نظراتهم '.

# شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

لم يصرح الكاتب بأن علاقة حب قد جمعت بين "نامي" وبائع الحلوى، لكنه يستخدم بعض العلامات الجانبية الأخرى ليستعرض مشاعرهما. فنجد أنه في بداية إعجاب كلٌ منهما بالآخر، يعكس الكاتبُ مشاعرهما على الطبيعة، فيصف الجو بالجمال، والحرارة التي تصعد من الأرض إلى الأجواء، والبراعم التي تزهر. فهو يخلع مشاعرهما على الطبيعة ومشاهدها الخلابة.

---

الكاتب "أوه يونغ-سو"

ولد الكاتب "أوه يونغ-سو" في 11 فبراير من عام 1909، وتوفي في 15 مايو 1979. ونشر أول أعماله الأدبية عام 1950. وفاز بعدة جوائز أدبية خلال مشواره الفني، منها جائزة الجمعية الكورية للأدب في دورتها الأولى عام 1955.