كان مطربو البانسوري في الماضي يرون أنه هناك مستويات مختلفة من البانسوري. فكانت أغنية "جوكبيوكغا 적벽가" المستوحاة من العمل الصيني الكلاسيكي الشهير "رومانسية الممالك الثلاثة" تعتبر أرفعها مقامًا وأكثرها ذوقًا، بينما لم تشغل أغنية "شيم تشونغا" مكانة عاليةً في تلك القائمة، لأنها كانت حكي عن قصة ملئت بالمآسي والآلام والمصاعب. وتبدأ القصة بوفاة والدة "شيم-تشونغ" فور ولادتها، وتستمر الأحداث إلى أن تعود "شيم-تشونغ" إلى أبيها كإمبراطورة، ويستعيد والدها بصره. وتمر شخصيات القصة بالكثير من المصاعب والمآسي التي تدفع السامعين إلى البكاء من الحزن والألم. لكن الأغنية تحتوي على مشهدٍ يستطيع فيه المطرب والجمهور القهقهة بصوت مسموع، وهو مشهد ظهور والدة "بِنغ-ضُك". فبعدما عرف والد "شيم-تشونغ" أنها ضحت بحياتها  من أجله، انهمر في البكاء وغلبه الشعور بالذنب. والشخص الذي تقرب منه وهو على هذه الحال هو والدة "بنغ ضُك" التي كانت تريد أن تجد طريقة لتستولي بها على المال الذي جلبه البحارة لقاء حياة "شيم-تشونغ". وتصف الأغنية والدة "بنغ-ضُك" بأنها "تأكل كثيرًا، وتشرب الخمر كثيرًا، وتحب اللحم وكعك الأرز". ويبدو لنا من الوصف أنها كانت شرهة للغاية. كما أنها لم تكن تعرف الخجل، ولم تكن تهتم بالفضائل.

كانت والدة "بِنغ-ضُك" تسب وتلعن دائمًا، وكانت تصدر أصواتًا مزعجة في نومها، وتخطف السجائر من المارَّة، وتصرخ صائحة "حريق، حريق" لتقلق منام المتزوجين حديثًا من جيرانها. باختصار، كانت شخصية مؤذية. لكن والد "شيم-تشونغ" قبل أن يعيش معها دون أن يعرف شيئًا عن شخصيتها الحقيقية وسمعتها السيئة. ولكنها بددت كل ماله، وفرت مع رجلٍ آخر عندما كانت ذاهبة معه إلى حفل أقيم من أجل أصحاب الإعاقات البصرية. وجد والد "شيم-تشون" نفسه في حالٍ لا يحسد عليها، فلقد تركته وحده في مكان غير مألوف بالنسبة إليه، وهو ما يوضح لنا كيف كانت خبيثة القلب. والأغنية لا تذكر السبب الذي جعل شخصيتها بهذه البشاعة، والذي جعل أخلاقها تختلف تمامًا عن السائد بين بنات عصرها في مملكة جوسون. وربما لم تهتم الأغنية بذلك لأنها لم تكن من الشخصيات الأساسية في القصة، لكننا نستطيع أن نخمن الأشياء التي شكلت شخصيتها. ففي عصر جوسون، كان على النساء الأرامل البقاء بلا زواج أو عمل حتى وفاتهن. وإن كانت المرأة من طبقة النبلاء فهي محظوظة، إذ ستتمكن من العيش دون عمل اعتمادًا على ميراثها، أما العامة مثل والدة "بنغ-ضُك" فكن يواجهن صعوبة غير عادية في كسب عيشهن. ولذلك كان الالتزام بأعراف العصر رفاهية لا تستطيع الكثير منهن تحملها إن أردن البقاء على قيد الحياة. ولا بد أن شخصية والدة "بنغ-ضُك" تحولت إلى ما صارت إليه بعد أن ترملت في سن صغيرة، ووجدت نفسها مسؤولة عن تربية أطفال وحدها تمامًا في ذلك العصر. وقد ظهرت الشخصية في عدة أعمال فنية حديثة متنوعة، كالأغاني والأفلام.

تم إنتاج فيلم بعنوان "السيدة بِنغ-ضُك" قبل عدة سنوات. وهو نسخة محدثة من قصة "شيم تشونغ جون"، تسعى فيها شخصية والدة "بنغ-ضُك" إلى الانتقام من أستاذ الجامعة "شيم هاك-كيو 심학규" الذي أنهى علاقتهما من طرف واحد. كما توجد قصة خيالية بعنوان "دموع بنغ-ضُك"، وهو يحكي عن الابن "بنغ-ضُك" نفسه، واسمه الحقيقي هو "بيونغ ضُك" وهو يتظاهر بأنه غبي يعاني من مشكلة عقلية كي يحمي نفسه ووالدته بعدما اتُهم والدُه بالخيانة. لكنه يقع في حب "شيم-تشونغ"، ويسافر إلى الصين كي ينقذها. لكن حبه هذا أثار غضب والدته بشدة، فقررت أن تنتقم من والد "شيم-تشونغ". وفي أغنية البانسوري "شيم تشونغ-غا"، تظهر والدة "بنغ-ضُك" كشخصية كاريكاتورية الطابع، أما القصة فحولتها إلى امرأة بإرادة قوية مستقلة تتحكم في حياتها.

المقطوعات المقدمة في حلقة هذا الأسبوع:

-    أغنية "شيمتشونغ غا  심청가"، أداء "كيم سو-يون 김수연".

-    أغنية "بنغ ضُكي نيه 뺑덕이네" أو منزل "بنغ-ضُك" أداء فرقة "لي هي جُنغ 이희정".

-    أغنية "بنغ ضُك 뺑덕" أداء "كيم يول-هي 김율희"،  بمصاحبة "نوسنتيك 노선택"، و"سولسوس 소울소스".