ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجلٌ عجوز ثري اسمه "يون". وذات يوم، رأى في منامِه حلمًا عجيبًا. ففي الحلم، رأى إله الجبال بلحيته البيضاء الطويلة يقول له: "اسمع، سوف يموت أثرى رجل في قريتك غدًا ظُهرًا. أعد نفسك للجنازة، واحرص على إقامة المراسم بشكل فاخر". كان الحلم واقعيًا للغاية حتى أن يون كان يتذكره بكل وضوح بعد أن استيقظ من نومه. وبما أنه كان يظن أنه أثرى رجال بلدته، انتابه القلق حول مصيره. ورغم أنَّ صحته كانت جيدة، شعر بالقلق من الحلم العجيب. وشك في أنه ربما قد مرض مرضًا شديدًا دون أن يدري.

في الصباح الباكر، أسرع يرسل خادمه في طلب الطبيب. ووعد بإهداء نصف ثروته لأي طبيب يستطيع مداواة مرضه. انتشرت الأخبار بسرعة في القرية، وأتى بعض الأطباء في عجل ليملأوا بيته على أمل الفوز بفرصة ذهبية ليصبحوا أثرياء. لكن آمالهم خابت لأن يون لم يكن مريضًا بالأساس، بل بدا لهم العجوز أكثر صحة من جميع شباب القرية. ومع مغادرة آخر طبيب، ازداد توتر يون.

أتى الظهر، لكن يون كان بخير حال وكان على قيد الحياة. شعر بالراحة. لكنه لم يعتقد أن ما رآه في منامه كان مجرد أضغاث أحلام. بل بدأ يتساءل ما إذا كان أحدٌ في القرية أثرى منه دون أن يدري. وعندما سأل خادمه عما إذا كان أي شخص قد توفي ظهر ذلك اليوم، أجابه أن رجلًا عجوزًا اسمه بارك قد مات ظهرًا بالفعل.

اندهش يون كثيرًا، فبارك كان أفقر رجلٍ في القرية. كان فقيرًا للغاية، حتى أنه لم يكن يستطيع شراء ملابس كافية تقيه برد الشتاء القارس. لم يصدق يون أذنيه، فذهب إلى منزله بنفسه كي يعرف ما حدث. وبدا له أن جميع أهل القرية مجتمعون هناك. كان المنزل المهترئ مليئًا عن آخره بالناس. بل بدا أن جميع أهل القرية كانوا هناك بالفعل. وكانوا جميعهم يشعرون بالأسف الشديد لموت بارك، ويذرفون الدموع الحارة الصادقة. قال أحدهم: "لقد كان بارك رجلًا طيبًا حقا. كان يعطي الآخرين كل ما لديه". وقال آخر: "صحيح، كان دائمًا يساعد الناس. أغلبنا منا يدين له بالكثير". وقال ثالث: "ربما كان أفقرنا، لكنه كان أغنانا عقلًا وقلبًا". شعر يون بالخجل الشديد مع سماع كلمات أهل القرية. فلطالما ظن أنه أغنى أهل القرية، لكنه اكتشف الآن من هو الأغنى حقا. إنه بارك، الذي كسب حب الناس حيًا وميتًا. راح يون يسترجع ماضيه ويتفكر فيه. ثم عقد جنازة كبرى فاخرة للرجل المسكين كما رأى في حلمه.