ⓒ Getty Images Bank

 كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاشت أم مع أبنائها الثلاثة في قريتهم الصغيرة. وقبل موتها، تركت كنوزًا لأبنائها. فتركت كرة رخامية صغيرة زرقاء لابنها الأول.وكانت هذه الكرة سحرية تُخرجُ نقودًا كلما دارت. أما الابن الثاني فأعطته مزمارًا قديمًا، إذا نفخ فيه يخرج منه جحافل الجيوش القوية التي لا يقدر أحدٌ عليها. أما الابن الثالث فتركت له سترة سحرية تجعل مرتديها غير مرئيّ. وأوصت الأم أبناءها الثلاثة بألا يُخبروا أي شخصٍ عن سرِّ هذه الكنوز.

لكن بعد موت الأم، سارع الابنان الأول والثاني باستعراض ميراثهما العجيب على الأصدقاء والمعارف والتفاخر به. وانتشرت الشائعات حتى بلغت القصر الملكي، حيث كانت أميرة طماعة تعيش. وقد استدعت الأميرة الطماعة الشقيقين، وعندما رأت الكنز السحري العجيب الذي يملكه كلٌّ منهما، أرادت أن تستولي عليه، فأخذتها بالقوة، وألقت بالشقيقين في السجن. مرت الأيام ولم يعد الشقيقان إلى منزلهما، فأتى الشقيق الثالث إلى القصر وهو يرتدي سترته التي تجعله غير مرئي. وهناك، رأى الأميرة وهي تمسك الكرة السحرية والمزمار. وفجأة، راح يسعل بصوتٍ عال، فأجفلت الأميرة لما سمعت الصوت العجيب لأنها لم تر أي شخصٍ في الجوار. راحت تصرخ، وهرع الحراس إليها. فر الشقيق الأصغر من القصر، وفي طريقه، رأى شجرة فاكهة. ولما كان يشعر بالظمأ من كثرة الركض، التقط واحدة من الفاكهة الحمراء وأكلها. فبدأت أنفُهُ تطول وتمتد أمامه. شعر بالارتباك، فنظر إلى الشجرة العجيبة، التي كانت تحمل بعض الثمار صفراء اللون أيضًا. اختار واحدة صفراء هذه المرة وأكلها، واندهش حين وجد أنفه قد عاد إلى حجمه الطبيعي. أدرك الشقيق الأصغر كيفية عمل الثمار السحرية العجيبة، وقرر أن يستخدمها لإنقاذ شقيقيه واستعادة ميراثهما السحري أيضًا. تنكر في هيئة بائع فاكهة، وعاد إلى القصر. أعطى الأميرة ثمرة من الفاكهة الحمراء، وقد أكلتها على الفور. لكنها فوجئت بأنفها يطول، فراحت تبكي وتصرخ في ذعر، فعاد الأخ الأصغر إلى حجرتها، وأخذ أغراض أخويه، ثم أخرجهما بسرعة من السجن.

سر الشقيقان بنجاتهما، وتعلما الدرس فلم يعودا إلى التفاخر بأي شيء مجددًا. ولا تحكي لنا القصة ما حدث للأميرة الطماعة بعد ذلك، لكننا نستطيع أن نخمن أن الشقيق الأصغر طيب القلب قد أعطاها الثمرة الصفراء بعد ذلك.