الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

لعنة النمر

2020-08-28

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاشت أسرة لم يكن لها سوى ابن واحد. ولم تكن أسرة عادية، فبسبب لعنة قديمة، كان كل ابن وحيد من نسل هذه العائلة تنتهي حياته بأن يأكله نمر، وظل الأمر كذلك لأجيال وأجيال. كانت هذه اللعنة قوية لا فكاك منها، وكان كل ابن وحيد يموت في ساعة محددة فور بلوغه سنٍّ معينة بين فكي نمر مفترس، فتكون النهاية المأساوية. وكان من المتوقع ألا يختلف مصير ذلك الابن المسكين.

ترك الصبي منزله، وانتقل إلى العاصمة. وهناك، ذهب إلى قارئة طالع علها تخبره بشيء يختلف عما يتوقع، شيء يبث فيه بعض الأمل. قالت قارئة الطالع: "أيها الشاب. أرى أنياب نمر في مستقبلك، وهو أمر مؤسف ولا شك. لكنك إذا ذهبت إلى الوزير كيم، وبقيت في حجرة ابنته عندما تحين الساعة الموعودة، فقد تستطيع كسر اللعنة، والفرار من هذا المصير الشنيع". لم يكذب الفتى خبرًا، كان يعرف جيدًا الساعة المحددة لموته، فذهب في الليلة السابقة لها إلى منزل الوزير كيم، واستطاع أن يتسلل إلى حجرة ابنته. ولا تسل عن دهشتها عندما رأت شابًا غريبًا يدخل غرفتها، لكنه بدأ على الفور يشرح لها بهدوء: "آنستي، أرجو ألا تخافي. وأرجو أن تسامحيني لأنني اضطررت إلى دخول غرفتك دون استئذان". ثم أخبرها بالقصة كلها. رقت الفتاة لحاله، وأشفقت عليه، وشعرت بأسف كبير للمصير القاسي الذي ينتظره. فسمحت له بالبقاء في حجرتها حتى الصباح، وهي تفكر في طريقة تستطيع أن تساعده بها، كي يكسرا اللعنة معا.

وعند حلول منتصف الليل، سمعا صوت ضوضاء في الخارج. كان صوتًا مريعًا، تبعه زئير نمر شرس. راح النمر يلح: "أرجوكي أخرجي الشاب حتى أستطيع أن أقتله". كان الشاب يرتجف في رعب، أما الفتاة فاحتفظت بشجاعتها وهي تصيح في الحيوان الشرس: "ابتعد! لا تستطيع أن تقتل أي شخص في هذا المنزل! مطلقا!". أبقت الفتاة الباب مقفلً، وبدأت تردد عبارات من كتاب مقدس. حاول النمر أن يتسلل إلى المنزل طوال الليل، لكنه فشل. وفي النهاية، أشرق الصباح، ولم يكن للنمر أي أثر.

وأخيرًا، استطاع الشاب أن يحرر نفسه من اللعنة المروعة، فبدأ في التركيز على دراساته. واستطاع أن يجتاز اختبارات الخدمة العامة فعمل في السلك الحكومي. وعاد إلى منزل الوزير كيم وطلب من ابنته أن تقبل الزواج به. وقد قبلت هي على الفور أن تتزوج ذلك الشاب الذي أنقذته بنفسها، والذي أصبح رجلًا ناجحًا يعتمد عليه. وهكذا، تزوجا وعاشا حياة سعيدة هانئة، وتخلصت العائلة من اللعنة إلى الأبد.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;