ⓒ Getty Images Bank

'وجدت معطف أبي بينما كنت أحزم أغراضه الشخصية في المستشفى بعد وفاته. كان المعطف موجودًا في خزانة الملابس الخشبية التي التوت أبوابها فأصبحت صعبة الفتح والإغلاق، وإلى جوار المعطف وضعت البذلة الصيفية الرمادية، والقميص، وربطة العنق سماوية اللون التي كان يرتديها عندما حُجز في المستشفى. بدا المعطف البني الداكن ثقيلًا، لكنه كان رقيقًا قصيرًا كمعاطف الربيع والخريف، وليس ثقيلا دافئًا كمعاطف الشتاء'.

تبدأ القصة بمشهد الراوي الذي وجد معطفًا في الخزانة الصغيرة الموجودة بجوار سرير والده بالمستشفى، بعدما توفي متأثرًا بسرطان الكلى.

'"عندما كنت في طريقي إلى غرفتي، لاحظت المعطف المعلق. لقد انقطعت الخيوط مجددًا. خرجت من مكانها بجوار المكان الذي خطته. كانت الخيوط كثيرة للغاية حتى بدت كجذور متشابكة نمت في غابة ما. بدا المعطف أكبر وأحدث. شعرت بالضيق، فقد بدا لي كمعطف يليق بزير نساء  في منتصف العمر. أما بقية الملابس المعلقة فلقد بدت مجعدة وفوضوية، وكأنها ملابس مزارع هزمته قوات المعتدي".

شعر الراوي أنه يتواصل مع والده الراحل من خلال المعطف. وسرعان ما أصبح المعطف من ملابسه المفضله.

# شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

الكثير من الناس يمتلك بعض الأشياء المفضلة التي استخدمها كثيرًا لوقت طويل حتى أصبحت تشبه أصحابها إلى حد كبير. وكان المعطف هكذا بالنسبة لوالد الراوي. فقد كان يعيش داخل المعطف طبقا لما قاله الراوي. ولذلك كان يشعر أن المعطف يحمل الكثير من جينات والده نفسها. وقد وُصف الراوي في القصة كرجل جامد لا يجيد التعبير عن نفسه ومشاعره. ولهذا كان مشهد ارتداء معطف والده مؤثرًا إلى حد كبير. فلقد كان يحب والده رغم أنه لم يكن يريد أن يعترف بهذا، لكنه لم يكن يستطيع أن يفهمه رغم ذلك. وقد شعر برغبة في فهم والده الراحل وكيف عاش حياته. ولهذا ارتدى معطف والده القديم.

---

الكاتب "صُنغ صُك-جيه".

ولد االكاتب "صُنغ صُك-جيه" في 5 يوليو 1960 في مدينة سانغجو بمقاطعة كيونغسانغ الشمالية. ونشر أول أعماله الأدبية عام 1986 بعنوان "الرجل الذي يمسح الزجاج"، وحصل على جائزة مهرجان "هانغوك إيلبو" الأدبي في دورته الثلاثين عام 1997.