ⓒ Getty Images Bank

نُشرت قصة "اللحية الورقية البيضاء" عام 1959، وهي قصة صبي اسمه "دونغ-غيل" كان يعيش في قرية صغيرة بعد الحرب الأهلية الكورية مباشرة. وقد أجبر والد "دونغ-غيل" على العمل القسري أثناء الحرب. تبدأ القصة في اليوم الذي يعود فيه والده إلى المنزل بعد إنهائه المهام القسرية التي أجبر عليها. 

'"لكن ما…". شيء ما لم يكن على ما يرام. اتسعت حدقتا دونغ-غيل بينما وقف فاغرًا فاه. رفع الصبي واحدًا من كمي قميص والده بيد مرتجفة. لا شيء. لم يكن هناك أي شيء داخل الكم. صاح: "أمي! لقد فقد أبي ذراعًا! أحد ذراعيه مفقود!". تنهدت والدته وهي تحمل العجين متجهة إلى المطبخ كي تعد الغداء'.

# شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

تناقش القصة الحرب وما يتبعها من آلام، لكنها ليست سوداوية تمامًا، لأنها ترينا لمحات من عزيمة هؤلاء الناس وإصرارهم وتحديهم لواقعهم القاسي. كان والد "دونغ-غيل" نجارًا قبل الحرب، لكنه بعد أن فقد ذراعه اليمنى، أصبحت خياراته في سوق العمل محدودة للغاية. وقد حصل على وظيفة في الدعاية لدار عرض، لكن لا شك أنه لم يحب أن يضع مساحيق تجميل مضحكة للفت أنظار الزبائن وجذبهم لزيارة دار العرض. ولهذا انتهى به الأمر يضحك ويبكي في الوقت ذاته بسبب الصراع بين الشعورين: السعادة بأنه وجد عملًا، والحزن لأنه عمل سخيف مهين.

' لسبب ما، خفق قلب دونغ-غيل بشدة وهو يشاهد المشهد باستمتاع.  الأب: "الرجل ذو المسدسين! إن فيلم الليلة يظهر لنا رجلًا يحمل مسدسين! تعالوا لتشاهدوا الرجل جميعًا". التقت عينا دونغ-غيل بعيني الرجل الغريب. وهنا سقط قلبه بين قدميه. شعر أنه تلقى ضربة خلف رأسه، واغرورقت عيناه بالدموع فجأة. إن ذلك الرجل الغريب الأحمق هو والده. بدا الأب محرجًا بعد أن رأى ابنه، واستدار سريعًا. شعر دونغ-غيل أن طرف أنفه يشكه من جديد، وغامت رؤياه بسبب الدموع'.

---

الكاتب "ها غن-تشان".

ولد الكاتب "ها غن-تشان" عام 1931 في "يانغتشون" بمقاطعة كيونغسانغ الشمالية، وتوفي في 25 نوفمبر عام 2007. ونشر أول أعماله الأدبية عام 1957 بعنوان "معاناة جيلين" في جريدة "هانغوك إيلبو". وفاز بجائزة "بوغوان مونهوا هونجانغ" عام 1998، وغيرها من الجوائز الأدبية خلال مشواره الفني.