غالبًا ما تُعزف الآلات الموسيقية الوترية الغربية عن طريق تمرير قوس على الأوتار لإصدار النغمات، مثل الفيولين، أو الفيولا، أو التشيلو. أما بالنسبة للآلات الوترية الكورية التراثية، فتتنوع طرق عزفها، فتُعزف الهيغم والآجِنغ باستخدام القوس مثل الآلات الغربية، بينما تُعزف الكاياغم والكومونغو والبيبا عن طريق تحريك الأوتار بالأصابع مباشرة أو باستخدام ما يُدعى بالـ"ريشة" بدون الحاجة إلى قوس. واليوم، سنستمع إلى مقطوعات عُزفت باستخدام الآلات الوترية من النوع الأخير الذي لا يحتاج إلى قوس. وأشهر هذه الآلات في تصنيف الآلات الموسيقية الكورية التراثية هي آلة الكاياغم. ويعتقد أن الملك "غاشيل" من مملكة غايا القديمة هو مبتكر الكاياغم. وكانت مملكة غايا القديمة مكونة من عدد من القبائل المتحدة في ذلك الوقت، وقد أمر الملك غاشيل بابتكار آلة موسيقية تستطيع توحيد موسيقى وثقافة ولغات هذه القبائل المتحالفة، كي ترمز لما يجمع بينهم ويوحدهم. وكانت الكاياغم هي هذه الآلة. أما "أوروك" فقد عرف بأنه "أبو الكاياغم"، وكان هو من كتب المقطوعات الموسيقية للكاياغم لتناسب الموسيقى الواردة من القبائل المختلفة. وعندما كانت مملكة غايا على وشك السقوط، احتمى "أوروك" بمملكة شيلا المجاورة كلاجئ فارّ وهو يحمل الكاياغم. وربما يحكم البعض عليه بأنه خائن لبلاده، لأنه فر من بلاده إلى المملكة المعادية وهو يحمل الآلة الموسيقية التي صُنعت خصيصًا من أجل توحيد بلاده، والتي ابتكرها ملك غايا بنفسه. لكننا يجب أن نتذكر أنه لولا اتخاذه لذلك القرار لفنت الكاياغم تمامًا ولما وصلت إلينا الآن. 

احتفظت الكاياغم بشكلها الأصلي لأكثر من ألف عام، لكن في عصر جوسون، طرأت بعض التغييرات على شكلها، فتحولت إلى "سانجو كاياغم"، وهي أصغر حجمًا من الآلة الأصلية، كما أن الفجوات التي تفصل بين وتر وآخر أصغر أيضًا، مما يساعد العازف على إصدار تنويعة أكبر من النغمات، والعزف بإيقاعات أسرع، مما فتح الطريق للعزف الحر على الكاياغم. وتتميز موسيقى سانجو كاياغم بالإيقاع الذي يبدأ بطيئًا ثم تزداد سرعته بالتدريج حتى تبلغ الذروة في نهاية المقطوعة. وبعد الظهور الأول لمقطوعات السانجو بالكاياغم، فُتح الباب لكتابة مقطوعات سانجو للآلات التراثية الموسيقية الأخرى في كوريا أيضًا. ومن ضمن تلك الآلات، آلة الكومونغو، التي تُعزف عن طريق تحريك الأوتار باستخدام عصا صغيرة من الخيزران تسمى "سول-ديه"، يمسكها العازف بين السبابة والوسطى للعزف. وللكومونغو ستة أوتار، لكن أغلب نغماتها تصدر باستخدام وترين فقط، اسمهما "يوهيون 유현" و"ديه هيون". ويتميز وتر "يوهيون" بكونه رفيع كأوتار الكاياغم، مما يجعله يصدر نغمات خفيفة مرحة، أما الـ"ديه هيون" فهو أكثر سمكًا من الـ"يوهيون"، ولذلك يصدر نغمات منخفضة رصينة. ومن ضمن الطرق التي يمكن فيها تقدير هذه الموسيقى الرائعة، هو تقدير ذلك الفرق بين النغمات والأصوات التي تصدرها الأوتار المختلفة. وكان العلماء في الماضي يلجأون لنغمات الكومونغو البسيطة البطيئة لتحفيز عقولهم والوصول إلى الراحة النفسية. لكن نغمات الكومونغو تغيرت مع مرور الوقت، فصارت أسرع. 

وآخر مقطوعاتنا اليوم هي مقطوعة بالآجنغ المعندية، والآجنغ هي أكبر الآلات الوترية التراثية، ولذلك فهي تُخرج أعمق الأصوات وأكثر النغمات انخفاضًا. وغالبًا ما تُعزف عن طريق تحريك الأوتار بالأصابع، لكن يمكن استخدام القوس لعزفها أيضًا. ومع زيادة شعبية مقطوعات السانجو الحرة، صُنعت نسخٌ أصغر حجمًا من الآجنغ واستخدمت الأوتار المعدنية بدلًا من الحريرية لتناسب مقطوعات السانجو.

الحلقات المقدمة في حلقة هذا الأسبوع:

- مقطوعة "جاجينموري 자진모리"، وهي جزء من معزوفة سانجو كاياغم على طريقة "تشوي أوك-سام"، بعزف "هام دونغ جونغ وول" على الكاياغم، و"كيم ميونغ-هوان" على طبل البوك.

- مقطوعة "سوريجيه 수리재 "، عزف "جونغ ديه-صُك" على الكومونغو.

- مقطوعة "شيناوي بالآجنغ المعدنية"، عزف "يون يون-صُك" على الآجنغ المعدنية، و"يون صو-كيونغ" على الآجنغ، و"كيم مو-غيل" على الكومونغو.