الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

النبوءة العجيبة

2021-01-22

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش عالم فقير حياة هادئة. وذات يوم، طلبت منه زوجته أن يبيع بعض القماش الذي غزلته وأن يشتري بثمنه بعض الأرز. كان زوجته ماهرة في الغزل والحياكة، ولذلك استطاع أن يبيع القماش الذي غزلته بثمن جيد. شعر العالم بالسعادة لأنه استطاع الحصول على نقود تكفي لشراء الأرز والأغراض الأخرى التي يحتاج المنزل إليها. وبينما كان يمشي في السوق، رأى متسولًا فقيرًا رث الثياب لا يلقي إليه الناس بالًا، فيمرون من أمامه دون أن ينتبهوا إليه، وكأنه غير موجود. أشفق العالم على الرجل بشدة، وبعد تردد لم يدم طويلًا، أعطاه كل المال الذي حصل عليه من بيع القماش، بعد أن قال لنفسه إن زوجته تستطيع أن تغزل المزيد من القماش.

سعد المتسول بصدقة الرجل الطيب، وقال له مبتسمًا: "شكرًا لك يا سيدي. سوف أعطيك بعض النصائح القيمة مقابل طيبة قلبك. أولًا، لا تتدخل في موقف خطر. وثانيًا، إذا شعرت بالخوف من شيء ما، ارقص بحماس وسرور، وأخيرًا، إذا حياك أحدهم، ازحف على الأرض فورًا. أرجو أن تتذكر تلك النصائح الثلاث، وألا تنساها أبدًا". كان يجب على العالم أن يركب مركبًا تعبر به النهر إلى الجانب الآخر حيث يقع منزله، لكن ركوب المركب لم يكن أمرًا سهلًا لأنها كانت مكتظة بالركاب الآخرين. تذكر العالم فجأة نصيحة المتسول الأولى: ألا يتدخل في موقف خطر. ولذلك، عدل عن قراره بركوب هذه العبارة بالذات. رأى المركب وهي تعبر النهر وتبتعد عنه، وما إن وصلت إلى منتصف النهر حتى هبت رياح قوية قلبتها رأسًا على عقب، فسقط الركاب في الماء. صُعق العالم وهو يرى هذا المشهد، وتعجب من دقة نبوءة المتسول العجيب.

قبل أن يصل العالم إلى منزله، شعر بالقلق من مواجهة زوجته. لا بد أنها ستشعر بإحباط كبير إذا علمت أن زوجها قد أعطى المال كله إلى المتسول. لم يستطع أن يتحمل رؤية وجهها المحبط الحزين، فقرر أن يحاول قطع بعض الحطب ليبيعه ويحصل على بعض المال ليعوضها عن خسارتها. وهكذا، عاد أدراجه إلى الجبل، وبينما كان يجمع الحطب من مكان في عمق الجبل، شعر بشيء يقترب منه من الخلف. وعندما التفت ليتأكد، صرخ في هلع، إذا رأى وحشًا بشعًا في مواجهته، كاد قلبه يتوقف من شدة الرعب، لكنه تذكر نصيحة المتسول الثانية، فاستجمع شجاعته وبدأ يرقص، ويرقص، ويرقص، وكأنه آخر شيء سيفعله في حياته. بدأ الوحش المرعب يرقص مع الرجل، ثم أخذ يتقلص، ويتقلص، حتى تحول في النهاية إلى شاب وسيم. انحنى الشاب تحية للعالم وقال بكل أدب: "لقد كنت من حراس السماء، لكنني أذنبت فطردت من مملكة السماء وأحالني ملكها إلى وحش دميم. وقد أخبرني أنه لن يعيدني سيرتي الأولى إلا إذا وجدت إنسانًا يرقص معي. وبفضلك، سيدي، أستطيع الآن أن أعود إلى موطني. ولأعبر لك عن عرفاني بالجميل، فإنني أنصحك بأن تحفر تحت تلك الصخرة هناك، فهناك مكافأتك". قال هذه الكلمات، ثم صعد إلى السماء واختفى. حفر العالم تحت الصخرة المذكورة، فوجد نبتة جنسنغ برية ضخمة، تكلف ثروة. صُعق الرجل مجددًا من حكمة المتسول العجيب.

 عندما وصل إلى منزله أخيرًا، كانت زوجته في استقباله. تذكر النصحية الأخيرة: ازحف إذا رحب بك أحدهم. نزل الرجل على ركبتيه أولًا ثم بدأ في الزحف كما نصحه المتسول، واندهش عندما رأى لصًا خبيثًا يختبئ في فرجة ضيقة تحت الأرض، لم يكن ليراها لولا أن زحف. أدرك اللص أن أمره قد كشف، ففر هاربًا بسرعة. حكى العالم لزوجته قصته العجيبة، وكيف تحققت جميع نبوءات المتسول. باع الزوجان نبتة الجنسنغ البرية النادرة بمبلغ ضخم وصارا من الأثرياء، بفضل طيبة قلب العالم.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;