ⓒ Getty Images Bank

'هكذا عاش أغلب الناس في حقبة عدم التواصل. عندما تحول السوق إلى التركيز على النظم التي لا تعتمد على التواصل المباشر، أصبح التسوق في السوبر ماركت أو مراكز التسوق أمرًا ممكنًا في الواقع الافتراضي عبر شبكة الإنترنت فقط. كما اختفت مكاتب المصارف أيضًا، فأجبر الناس على القيام بمعلاملاتهم المصرفية عبر الإنترنت. كما أجريت التشخيصات الأساسية للأمراض عبر خدمات طبية عن بعد، ولذلك أصبح الخروج من المنزل أمرًا غير ضروري إلا للتريض الخفيف في الحدائق أو ما شابه. أغلب الأنشطة كانت تؤدى داخل المنزل'.

خلال جائحة كورونا، اعتبرت مناهج المدارس الإلكترونية والحصص الدراسية التي تقام عبر الإنترنت أعلى جودة من المدارس العادية. لكن مع مرور الوقت، أصبح الناس يميلون لنظام المدارس العادية بسبب إتاحتها لفرص التفاعل وجهًا لوجه. لكن الغالبية العظمى من المدارس العامة كانت قد توجهت إلى التعليم الإلكتروني عبر الإنترنت وهجرت النظام التعليمي التقليدي. ولذلك، ارتفعت قيمة المدارس التقليدية القليلة المتبقية بشكل كبير، وأصبحت مدارس الصفوة.

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

دمج الكاتب "كيم شين-وو" ظروف وباء كورونا الحالي في قصته بسلاسة. فنحن نعيش بالفعل في عصر تعد فيه حياة التواصل عن بعد أمرًا عاديًّا. وفي العالم الذي تسود فيه ثقافة التعامل عن بعد وعدم الاتصال، سيكون الاتصال المباشر وجهًا لوجه قيمة جديدة دخيلة. وفي القصة، نرى أن الوباء قد جعل من المناطق التي بقيت تسمح بالاتصالات المباشرة أماكن مخصصة للصفوة، وهم قلة قليلة فقط أتيح لها الاستفادة من مزايا التواصل المباشر مع الآخرين. وهذا ما أبدعه خيال الكاتب، عالم ما بعد الكوفيد الذي ينقسم فيه العالم إلى مناطق لاتلامسية وأخرى للاتصال المباشر.

'سحبت "تشو آه" يد "ييكيونغ" وقالت: "لنذهب إلى مقهى ستار باكس على الجانب المقابل من الشارع"، قالت "يي-كيونغ": "لا أستطيع إلا الذهاب لمقاهي الدرايف-ثرو"، قالت: "لا تقلقي! لدي عدة عضويات للشركات، من الجنون أن تكلف أرخص عضوية لأي مقهى مليون وون –أي ألف دولار!- لقد جُن العالم". كان من السهل أن تعرف أن "تشو آه" من ساكني مناطق الاتصال المباشر بمجرد النظر إليها. كان شعرها مصففًا جيدًا، وكان زيها لافتًا للنظر، وكذلك الماكياج'.

---

الكاتب "كيم شينو":

وُلد الكاتب "كيم شينو" عام 1978. نشر أول أعماله الأدبية عام 2001 في جريدة "ميئيل شينمون" الأدبية بعنوان "جهاز مناعي".