ⓒ Getty Images Bank

'عندما غادر سِنغ-بيل منزله اليوم، شعر بقلق بالغ من احتمال ألا يعود إلى منزله في نهاية اليوم. مجرد التفكير في الأمر كان يجعل العرق البارد يتصبب على جبينه. ماذا لو ألقت المخابرات القبض علي؟ ماذا لو فتشوا هذه الغرفة؟ قبل أن يغادر منزله، مسح جميع الملفات المتعلقة بالجّاجانغ ميون من على جهاز الحاسوب الخاص به. لم يفوت سِنغ-بيل هذه المهمة المزعجة  ولو حتى ليوم واحد، لأنه كان يقلق بشأن الأمن'.

# من شريط المقابلة مع أستاذ الأدب الكوري وكاتب القصة "بانغ مين-هو"

القصة هي قصة مجازية. ظلت كلمة "جاجانغ ميون" –وهي نوع من أنواع الشعيرية الكورية- تُعتبر صحيحة نحويًّا لوقت طويل. وهذا لم يعجبني، فهي كلمة قابعة داخل القاموس فقط، أما الناس فكانوا كلهم يقولون "جّاجانغ ميون، بتشديد الجيم الأولى، وقد ألهمتني هذه الملاحظة بكتابة هذه القصة عن الجو الاجتماعي الخانق، المجتمع الذي يبدو ديمقراطيًّا لكنه يهدد طبيعة الديمقراطية. وقد تعرضت لخرق حقي في حرية التعبير، وأردت أن أنتقد ذلك من خلال القصة.

'كان سنغ-بيل يرى أن شكل الجّاجانغ ميون يجب أن يكون صحيحًا. فالصلصة شمعية القوام التي يوضع فيها الكثير من الزيت يكون مذاقها دهنيًّا أكثر من اللازم. أما الصلصة الداكنة التي يشبه لونها لون الطين فتكون مرة. الجّاجانغ ميون الصحيحة يجب أن تكون صلصتها سوداء لامعة. ويجب ألا تكون حلوة أكثر من اللازم. ليس صحيحًا أن يزود الناس السكر والتوابل في الجّاجانغ ميون كي تكون حلوة، لأن الناس يحبون الأشياء المسكرة هذه الأيام. هذا هو ما يجب أن يُطلق عليه جاجانغ ميون. قالت سو-هيون: "سوف أبكي من لذتها!". قال: "أريد أن أصلح لافتة المطعم. إن عجزنا عن وصف الجّاجانغ ميون باسمها الصحيح أمر حزين، تمامًا مثل عجز هونغ غيل-دونغ في القصة التراثية المعروفة عن مناداة والده وشقيقه بأبي وشقيقي". قالت: "سوف يأتي اليوم الذي نستطيع فيه أن نطلب الـجّاجانغ ميون علنًا دون خوف". أمسك سنغ-بيل بيد سو-هيون التي كانت لا تزال تحمل عيدان تناول الطعام. لطالما أراد أن يحتفظ بقلبها '.

---

الكاتب "بانغ مين-هو":

وُلد الكاتب "بانغ مين-هو"  في 10 يونيو عام 1965 في العاصمة سيول. فاز بجائزة "كيم دال-جين" الأدبية في دورتها الـ18 عام 2007، ويشغل عددًا من المراكز في عالم الأدب، منها مدير رابطة الأدب الكوري الحديث، وغيرها.