ⓒ Getty Images Bank

'كانت جدتي الابنة الكبرى وسط ستة أبناء، وكان والداها يديران متجرًا لحياكة الملابس في مدينة ساحلية أثناء فترة الاستعمار الياباني. استطاع الأبناء الستة أن يتلقوا تعليمًا حديثًا محترمًا بفضل والديهم، اللذين كانا ملمان بالثقافة الحديثة وكانت أحوالهما المادية مستقرة. لكن الأبناء اكتفوا بالتخرج في المدرسة الثانوية، ما عدا جدتي، التي أقنعت والديها بإلحاقها بالجامعة. وقد أظهر هذا الأمر جانبًا مهمًّا من جوانب شخصيتها'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

قد تغير ذكرى ساطعة من ذكريات الماضي حياة المرء أو مستقبله. وجدة الراوية في القصة  تمر بتجربة كهذه. وكانت ذكرياتها مع معلمة الموسيقى، وعملها في المجال الموسيقي بعد ذلك، وشغفها القديم هو ما شكل سنوات شبابها. لكن هذه الأيام صارت جزءًا من ماضٍ بعيد، وقد وجدت "نان-شيل" نفسها جدة عادية تربي أحفادها. وعندما ذهبت إلى فرنسا، سمعت مقطوعة موسيقية كلاسيكية دفنت وسط ذكريات الماضي. والموسيقى هي ما يجعلها تستعيد هذه الذكريات، وتنير لحظات جميلة من ماضيها.

'كان كل ما فعلته هو أن ضغطت على أزرار البيانو، لكن إحساسًا مذهلًا رائعًا تصاعد من أعماق أعماقها، تمامًا كذلك الشعور الذي اجتاحها عندما رأت شجرة كريسماس في الكنيسة للمرة الأولى. راحت تراجع ذكرياتها بحثًا عن مقطوعتها المفضلة، كانت الحركة الثانية من مقطوعة "كريسليريانا" لشوبان. بدأت في عزفها. مع استمرارها في العزف، حل الدفء والتوقع محل الدهشة والارتباك في عيني الرجل. لكنها كانت قد نسيت وجوده تمامًا فيما يبدو. في الزمن الذي كان فيه البيانو أو الستيريو رفاهيات نادرة، كانت نان-شيل تتعلم عزف البيانو من معلمها بعد انتهاء اليوم الدراسي. وذات يوم، أعطاها مفتاح غرفة الموسيقى كي تستمع إلى الموسيقى التي تحب من المسجل الموجود هناك. لم تجرؤ أي من زميلاتها على أن تحلم حتى بالحب. ماذا كانت تريد في تلك الأيام؟ شيئًا مميزًا؟ شيئًا يأخذها إلى عالم مختلف؟ لم تشك مطلقًا أن شيئًا رائعًا سوف يحدث لها في المستقبل، وكانت تؤمن بذلك إيمانًا راسخًا'.

---

الكاتبة "بيك سو-رين"

وُلدت الكاتبة "بيك سو-رين"  في "إينتشون" عام 1982. فازت بجائزة "كيونغ هيانغ شين مون" الأدبية عام 2011 عن قصتها "تدريب على الكذب"، كما فازت بعدة جوائز أدبية أخرى، منها جائزة "هانغوك إيلبو" الأدبية في دورتها الـ53 عام 2020.