الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

زوجات الأبناء الثلاث والحبوب الثلاث

2021-02-19

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل ثري فاحش الثراء. كان لديه ثلاثة أبناء متزوجين، وبالتالي كانت لديه ثلاث زوجات أبناء. كانت أكبرهن امرأة طماعة جشعة، وكانت ترى أن حماها يجب أن يترك ثروته الطائلة كلها لابنه الأكبر، أي زوجها، وحده دون شريك. أما زوجة ابنه الثاني، فلم تكن أقل من سابقتها طمعًا وجشعًا وأنانية، فكانت تتمنى لو يرث زوجها وحده ثروة أبيه الضخمة دون شريك. لكن زوجة ابنه الأصغر كانت تختلف عنهما، فلم تكن تريد أي شيء من ثروة العائلة.

ذات يوم، جمع الرجل الثري زوجات أبنائه الثلاث وقال: "اليوم، سوف أعطي كلًّا منكن شيئًا مهما. يجب أن تحتفظوا بما سأعطيكم، لأنني سأطلب منكم رده إلي بعد حين". قال هذا ثم أعطى كل واحدة منهن ثلاث حبات من الفول. شعرت زوجة الابن الأكبر بإحباط بالغ، فقالت لنفسها: "لقد ظننته سيعطينا كنزًا أو شيئًا ثمينًا، لكن ما هذا؟ ثلاث حبات من الفول؟ ياللسخف!". ثم ألقت بالحبوب على الأرض، فأكلها فأر مار على الفور. أما زوجة الابن الثاني فكانت غاضبة للغاية. "لماذا أحتفظ بحبات الفول عديمة القيمة هذه؟". ثم حمصت الحبوب وأكلتها! أما زوجة الابن الثالث، فاحتفظت بالحبات الثلاثة في صندوق صغير. في الربيع التالي، زرعتها في الحقل، فنمت جيدًا، وفي الخريف التالي لذلك، حصدت الكثير والكثير من حبوب الفول. 

بعد فترة، استدعى الرجل الثري زوجات أبنائه الثلاث مرة أخرى، وطلب منهن أن يعطينه الحبات الثلاث التي كان قد أعارها لهن في العام السابق. أحنت الأولى رأسها في خجل وقالت: "يالخجلي. ماذا أقول؟ لقد التهم فأر جائع الحبوب. أنا آسفة للغاية". ولم تكن الزوجة الثانية تملك الحبوب أيضًا، كما هو متوقع. ولا تسل عن دهشة المرأتين وخجلهما، إذ كانتا قد نسيتا كل شيء عن الحبوب، ولم تتوقعا أبدًا أن يصدق حموهما، وأن يطالبهما برد الحبوب. التفت الرجل إلى زوجة ابنه الأصغر وقال: "ماذا عنك؟ هل جلبت الحبوب؟"، ردت قائلة: "إن الحبوب موجودة في المخزن، أرجو أن تأتي بنفسك كي تراها، إن كنت لا تمانع في ذلك".

ضحكت المرأتان الخبيثتان ساخرتان منها. "وهل تظنين أن الحبوب لا تزال كما هي في المخزن؟ ياللحماقة! لا بد أنها تعفنت منذ زمن بعيد". لكنهما ما إن دخلتا إلى المخزن، حتى أبصرتا أجولة عديدة من البوب. قالت زوجة الابن الأصغر: "لقد زرعت الحبوب واعتنيت بها، ومن حسن حظي أن بورك في طرحها، فجنيت الكثير من الحبوب". بدا الرجل الثري مسرورًا، وقال: "أحسنت! أحسنت! بما أنك أثبت لي مدى ذكائك ونشاطك، بينما لم أر من زوجة ابني الأول سوى الكسل، ولم أر من زوجة ابني الثاني سوى الطمع، فسوف أترك ثروتي بعد موتي لابني الأصغر، لأنني أثق أن زوجته سوف تعتني بها جيدًا، وسوف تنميها وتحافظ عليها". شعرت المرأتان الخبيثتان بحزن شديد إذ سمعتا هذه الكلمات، لكنهما كانتا تشعران بالخجل والندم فلم تجرؤا على التفوه بكلمة واحدة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;