الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

القرد والماء المداوي

2021-03-19

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش صياد في قرية جبلية نائية. كان رجلًا طيب القلب، فلم يكن يصيد الحيوانات الصغيرة أبدًا، وكان دائمًا يصيد الحيوانات البرية المفترسة مثل النمور والخنازير البرية. ذات يوم، بينما كان ينزل من على الجبل كي يعود إلى منزله، وجد بعض الحيوانات تحت شجرة. وجد قردين، قردة أم ورضيعها. كان القردان لطيفين للغاية، ففكر في تربيتهما كحيوانات أليفة. مد يده بحرص إلى الأم التي بقيت هادئة وكأنها تدرك جيدًا أن الصياد لا ينوي لها أي شر. وهكذا حمل الصياد الطيب القردين في حقيبة شبكية النسيج، واصطحبهما إلى منزله.

اندهشت زوجة الصياد كثيرًا عندما رأت القردين، لكنها سرعان ما أحبتهما كثيرًا. اعتنا الزوجان بالقردين وكأنهما جزء لا يتجزأ من الأسرة. وكان القردان يحبان الزوجين أيضًا. حتى أن القردة الأم كانت تحمل رضيع الصياد على ظهرها أحيانًا. وعاشت الأسرة المكونة من خمسة أفراد – الصياد وزوجته وابنه والقردة وابنها- في سعادة وهناء. وذات يوم، بينما كان الصياد يصيد الحيوانات البرية في عمق الجبل، خرجت الزوجة لتغسل الملابس المتسخة في النهر. وكالعادة، كانت القردة تعتني بابنها وابن الصياد أيضًا. أرادت القردة أن تقلد الزوجة وتحاول غسل الملابس، لكنها سكبت الماء الساخن –دون قصد- على وجه ابن الصياد الرضيع، فصرخ وبكى ألمًا. صُعقت القردة أكثر منه، ولم تدر ماذا تفعل من شدة ما شعرت به من الألم والفزع. ثم حملته على ظهرها، وحملت صغيرها أيضًا، وانطلقت تخرج من المنزل بكل سرعة. وعندما عاد الصياد وزوجته، وجدا المنزل فارغًا.

راحا يبحثان في كل مكان عن ابنهما الضائع والقردين. وبعد أيام من البحث في كل مكان في الجبل، سمعا أصوات غريبة من بعيد. ذهبا باتجاه الصوت، فوجدا مجموعة من القرود تجلس بجانب بحيرة صغيرة. اقتربا ببطء من البحيرة وهما يتمنيان أن يجدا ابنهما وقرديهما، ومع اقترابهما فرت كل القرود، ووجدا ابنهما الرضيع سالمًا، وكان وجهه سليمًا لا أثر فيه لما حدث.

لم تكن تلك البحيرة بحيرة عادية، بل كانت تحتوي على ماء يداوي الجروح والأمراض، وقد حملت القردة الابن إلى تلك البحيرة كي تعالجه. بعد أن اطمأن الزوجان على صغيرهما، راحا يبحثان عن القردين، لكنهما لم يجداهما أبدًا. ويقال إن القردة الأم قد اختبأت مع ابنها في عمق الجبل حزنًا وندمًا على ما سببته للصغير من ألم، دون قصد. ومنذ ذلك اليوم، سُميت البحيرة العجيبة باسم بحيرة القرود، ولا تزال البحيرة موجودة حتى يومنا هذا في منطقة "بويو" بجنوب مقاطعة تشونغ تشُنغ الجنوبية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;