الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

النمر والمعول

2021-04-16

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش مزارع وابنه في قرية صغيرة. وكان المزارع يتمنى أن يكبر ابنه ليصير رجلًا عظيمًا، ولذلك لم يكن يسمح له بممارسة أعمال الزراعة مثله، بل جعله يقرأ الكتب ويدرس العلوم المختلفة طوال الوقت. وكما تمنى الأب الطيب، درس ابنه بجد واجتهاد، ليل نهار، دون كلل أو ملل. وبعد فترة، أرسل الأب الطيب ابنه إلى سيول كي يحصل على تعليم أفضل. بعد سنوات طويلة من الدراسة، شعر الابن أنه مستعد كي يعود إلى قريته. وقبل أن يغادر سيول وصله خطاب من والده. كانت رسالة يطلب فيها الأب من ابنه أن يحضر معولًا في طريقه إلى القرية، لأنه يحتاج إليه في أعمال الزراعة. لكن الابن لم يكن يعرف ما هو المعول على وجه التحديد، لأنه لم يمارس الزراعة في حياته. راح يبحث في الكتب عله يتوصل إلى ماهية ذلك المعول الذي طلبه والده، والمعول يدعى في الكورية "هومي"، فبحث الابن في المعاجم عن أصل كلمة "هو مي" هذه، فوجدها تتكون من مقطعين من أصل صيني، الأول "هو" يعني نمر، والثاني "مي" يعني ذيل. ولذلك، ظن خطأ أن والده يطالبه بأن يحضر ذيل نمر. وهكذا، دفع الكثير من المال كي يستطيع الحصول على ذيل نمر حقيقي في النهاية، ثم أعطى الهدية الثمينة إلى والده، الذي راح يتأملها مذهولًا.

واصل الابن دراسته في المنزل. وبينما كان يقرأ الكتب في وقت متأخر من الليل، سقط المصباح على أغطية الفراش فاشتعلت النيران فيها. صُعق الشاب، وراح يبحث في كتبه عن طريقة لإطفاء النيران. رأى الأب اللهيب من الخارج، فجلب دلوًا من الماء دون لحظة تأخير وألقاها على النيران المشتعلة فأطفأها. فقال الابن مبتسمًا: "أحسنت يا أبي. لقد جاء في الكتاب إن النيران يجب أن تُطفأ بالماء. لقد أحسنت صنعًا". ذُهل الأب من جديد، لكنه لم يوجه أي كلمة لابنه.

بعد عدة أيام، بينما كان الأب يُصلح جدارًا من الحجارة في الباحة، انهار الجدار فجأة عليه، فوجد نفسه مدفونًا تحت كومة من الحجارة. راح يصرخ: "النجدة، النجدة". رد الابن بكل هدوء من داخل الحجرة: "أبي، أنا أذاكر الآن". كان الأب يحاول الخروج من تحت الحجارة بكل ما يستطيع من قوة، فصاح في ابنه: "يا بني، أنا عالق تحت الصخور، ساعدني أرجوك". خرج الابن بسرعة من الحجرة، وركض باتجاه والده، ثم عاد إلى داخل المنزل وهو يقول: "أبي، انتظر لحظة، سوف أبحث في الكتب عن طريقة أستطيع أن أساعدك بها". بعد قليل، خرج الابن من الحجرة وقال: "آسف يا أبي، لكن الكتاب ذكر أنني لا يجب أن أجعل يدي تتسخ اليوم. سوف أزيل الحجارة عنك غدًا".

تمتم الأب في غيظ: "إن ابني الذي تلقى تعليمًا رفيع المستوى يفتقر إلى فهم مزارع جاهل مثلي. من الآن فصاعدًا، سوف أجعله يتوقف عن قراءة الكتب، وسوف أعلمه الزراعة". وهذه القصة الطريفة، تستعرض بشكل كاريكاتوري فيه بعض المبالغة أن المعرفة والدراسة بدون عمل وتطبيق قد تكون لا قيمة لها، بل قد تكون خطرة في أحيان كثيرة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;