الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

أحمقان

2021-05-28

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل اسمه "كيدونغ". ولم يكن "كيدونغ" رجلًا ذكيًّا، بل كان أقرب إلى الحماقة، وكان كثيرًا ما يرتكب الأخطاء. لكنه كان نشيطًا مثابرًا، وكان يعمل بجد واجتهاد. وقد حالفه الحظ، فاستطاع أن يجمع عددًا كبيرًا من العملات الذهبية. فوضعها كلها في إناء محكم وأخفاها في ركن عميق من خزانة ملابسه، لكنه كان لا يزال يشعر بالتوتر والخوف من ضياع كنزه الثمين. لم يكن "كيدونغ" يستطيع أن ينام بعمق ليلًا من شدة قلقه على كنزه، وخوفه من أن يسرقه لص ما متسترًا بستار الليل. وقد هداه تفكيره في نهاية الأمر إلى ضرورة إخفاء الإناء في مكان آخر، في مكان أكثر أمانًا.

بعد تفكير طويل، قرر "كيدونغ" أن يدفن إناء العملات الذهبية وسط التلال الموجودة خلف المنزل. نفذ خطته بالفعل، وشعر بالطمأنينة لفترة إذ تيقن أن أحدًا لن يستطيع العثور على كنزه أبدًا، لكن القلق عاوده من جديد، إذ خشي ألا يستطيع هو نفسه أن يصل إلى الكنز أيضًا، فماذا لو نسي مكانه؟ أسرع يضع علامة تميز المكان الذي دفن فيه الكنز، لكن هذا أقلقه أيضًا، إذ ربما تثير العلامة فضول أحدهم، فيحفر مكانها ويعثر على الكنز. ثم واتته فكرة بدت له عبقرية، فوضع لافتة على المكان كتب فيها: "كيدونغ لم يدفن الذهب هنا". وعاد إلى منزله سعيدًا مطمئنًا قرير العين، ونام نومًا عميقًا كرضيع مرتاح الضمير.

وفي نفس قرية "كيدونغ"، عاش رجل لا يقل عنه حماقة اسمه "صودونغ". وبينما كان يتجول بين التلال، رأى اللافتة التي وضعها كيدونغ، التي تؤكد أنه لم يدفن أي ذهب هنا. تساءل "صودونغ" عن صحة المكتوب على اللافتة، وليشبع فضوله، حفر حول اللافتة حتى رأى إناء مليئًا بالعملات الذهبية. راح يلوم "كيدونغ" في نفسه لأنه كتب كلامًا غير صحيح على اللافتة، وقرر أن يأخذ الإناء بما فيه. لكنه خاف أن يعرف الناس أنه سرق الإناء فيلقى جزاءه. إلى أن واتته فكرة بدت له عبقرية! فوضع لافتة أخرى كتب عليها: "صودونغ لم يأخذ الذهب المدفون هنا". سر بنفسه، وقد تيقن أن أحدًا لن يشك في أمره أبدًا الآن وقد وضع هذه اللافتة، وراح يفكر في المسرات التي سيجنيها من وراء هذا الكنز.

وما هي إلا ساعات قليلة، حتى ركض "كيدونغ" وسط القرية كالمجنون وهو يصرخ: "أيها المجرم! أيها اللص! كيف تجرؤ على سرقة ذهبي؟ أريد استعادة ذهبي فورًا! ليأتي الجميع، ماعدا صودونغ!"، وراح يبحث عن سارق الذهب، بعد استثناء صودونغ طبعًا، الذي أكدت اللافتة أنه لم يسرق شيئًا!

فمن هو الأكثر حماقة من صاحبه، في رأيكم؟ كيدونغ أم صودونغ؟

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;