ظلت مملكة هان الصينية في الحكم لمدة 400 عام، من عام 206 ق.م إلى عام220 م. وقد وضعت مملكة هان أسس الثقافة الصينية التي استمرت حتى يومنا هذا. ولا يمكن أن تنهار مملكة بهذا الحجم وهذه القوة في ليلة وضحاها، ولكن الحكومة تفسد مع الوقت، ويصير العاملون فيها فاسدين فاشلين، وينعكس هذا على حياة عامة الشعب فيعانون الفقر والضنك، ويزداد كل هذا سوءًا مع مرور السنين، ويؤدي هذا إلى انفجار الناس واندلاع الانتفاضات الشعبية. وقد حاول الجنود أن يقمعوا الاحتجاجات الشعبية، ولكنهم بدلًا من ذلك انخرطوا في الصراع والقتال فيما بينهم، وكل منهم يؤمل نفسه بالحصول على السلطة لنفسه، وقد أدى كل هذا إلى انهيار إمبراطورية هان في نهاية المطاف. وقد وُصف انهيار الإمبراطورية في الرواية التاريخية الشهيرة "الممالك الثلاث". وتتضمن شخصيات الرواية ثلاثة أشقاء: "يوبي 유비" و"كوانو 관우" و"جانغ بي 장비"، بالإضافة إلى العبقري الذي يساعدهم بوسائله غير المعتادة "جيه غال كونغ ميونغ 제갈공명"، بالإضافة إلى الخبيث "جوجو 조조" الذي يفضل المصالح الشخصية على الوفاء. بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل "سون غوون 손권" الذي كان يحكم المنطقة جنوب النهر. وتضم القصةُ عدة أحداث وخيوط درامية متشابكة، وأبرزها "جوك بيوك ديه جون 적벽대전" أو معركة الجروف الحمراء.

وفي القصة، يتفق "جيه غال كونغ ميونغ 제갈공명" مع "جو يو 주유" على الهجوم على قواتِ "جوجو" بالنار. ولكن المشكلة الأساسية كانت أنهم كانوا في منتصف الشتاء، وهو موعد هبوب الرياح الشمالية الغربية. وكان هذا يعني أنهم حتى لو أطلقوا السهام النارية على قوات العدو، فسوف تعود إليهم بفعل الرياح، فترتد عليهم النار. ولكن "جيه غال كونغ ميونغ" أكد أنه إذا صلى إلى السماء، فسوف تهب الرياح الجنوبية الشرقية فينتصر جيشهم. وبالفعل، ما إن انتهى "جيه غال كونغ ميونغ" من صلاته حتى هبت الرياح الجنوبية الشرقية. ولكن هذا أقلق "جويو"، الذي رأى أن رجلًا بقوة "جيه غال كونغ ميونغ" قد يشكل خطرًا كبيرًا على نفوذه فأرسل من يقتله.

كان "جيه غال كونغ ميونغ" يعلم أن "جو يو" سوف يحاول قتله، كان يعلم ذلك قبل حتى أن يلتقي بـ"جو يو". ولذلك اتفق مع "جاريونغ 자룡" أن يأتي لتهريبه فورما ينتهي من صلاته، وبالفعل، أحضر "جاريونغ" مركبًا وهربه. ولكن رجال "جويو" طاردوه في البحر. ولكن "جاريونغ" أطلق السهام على مركب العدو حتى أغرقها. أما في المعركة الأساسية، فقد مني "جوجو" بهزيمة ساحقة. ولكن أغنية البانسوري "جوك بيوك غا" تركز على الجنود البسطاء الذين فقدوا حيواتهم في هذه المعارك. فورما أدرك الجنود أنهم خاسرون لا محالة، انحنى بعضهم في اتجاه الوطن، وقفز بعضهم الآخر من فوق الجروف أو تجرعوا السم هربًا من الموت المهين. وكلمات الأغنية حزينة للغاية، ولكن إيقاعها سريع وكلماتها تتميز بالذكاء الشديد. 

بينما كان جنود "جوجو" يلاقون الموت والعذاب، كان هو يبحث عن أي طريقٍ للنجاة. ويصف أحد المشاهد كيف امتطى الحصان بالعكس وراح يطالب الحصان بأن يتقدم إلى الأمام. ولا شك أن حماقته وأنانيته قد جعلا جنوده يحتقرونه بشدة. وكانت البانسوري هي الأغاني التي يستمع إليها العامة، ولذلك لا بد أن هذه القصص عن الجنود المجهولين ومعاناتهم قد لامست قلوب الكثير من السامعين. ويتحدث مقطع آخر من الأغنية عن حزن الجنود العاديين. فبعدما فر "جوجو" الجبان، وصل إلى غابة وليس برفقته سوى جنود معدودين. ورغم أنه فر بكل أنانية، إلا أنه كان يشعر بتأنيب الضمير بسبب تخليه عن جنوده، وخيل إليه أن صوت الطيور المغردة في الغابة هي أصوات أرواح جنوده الذين لقوا حتفهم.

المقطوعات المقدمة في حلقة هذا الأسبوع:

-    "كونغ ميونغ 공명" أداء "أكدان كوانغ تشيل 악단광칠".

-    مقطع "جوك بيوك هويجون 적벽화전" من أغنية "جوك بيوك غا" غناء "يون جي-تشول 윤진철".

-    مقطع "سيه تاريونغ 새타령" أو أغنية الطيور، أداء "كيم يونغ-جيه 김영재".