ⓒ YEOWON MEDIA HANKOOK GARDNER CO. LTD

كان يا ما كان، في قديم الزمان، وفي عمق البحار، عاش أربعة ملوكٍ من التنانين، وكان كل منهم مسؤول عن حماية جهة من الجهات الأربعِ من البحر الواسع.

وذات يوم، أصيب التنين ملك البحار الجنوبية بداء عضال.

وجاء شخص لزيارته.

"أنا روحٌ مقدسةٌ من سكانِ مملكةِ السماءِ المقدسة، وقد سمعتُ بمرضِكَ"

أخبره الزائر من مملكة السماء أن الطريقة الوحيدة كي يشفى هي أن يتناول كبد أرنب،

ثم رسم له أرنبًا واختفى.

ⓒ YEOWON MEDIA HANKOOK GARDNER CO. LTD

ما إن سمعَ تابعو الملكِ أن الأرنبَ يعيشُ فوقَ على اليابِسة، حتى ساد الصمت.

وهنا، تقدم سلحفاة مائيةُ كان يعملُ في القصرِ

وقال: "أنا سأذهبُ لصيدِ الأرنب"

ⓒ YEOWON MEDIA HANKOOK GARDNER CO. LTD

حمل السلحفاةُ صورةَ الأرنبِ وبدأ يسبح في اتجاه اليابسة.

 "ترى أينَ الأرنب؟ أنا لا أراه!"

وفي هذه اللحظة، رأى حيوانًا بفروٍ أبيضِ يقفز…

حاولَ السلحفاةُ أن يُهدِّئَ نفسَهُ أولًا، قبلَ أن يتجهَ إلى الأرنبِ ويتحدث معه…

ولكن الأرنبَ هزَّ رأسَهُ رافضًا وقال: "وكيف أذهبُ إلى مكانٍ بعيدٍ كهذا، ثم إنني لا أستطيعُ السباحةَ أصلًا"

السلحفاة: "لا تشغل بالَكَ بهذه الأمور، إذا ركبتَ على ظهري فقط فسوف أحملكَ إلى قصرِ التنينِ الملك. وإذا لم يُعجبْكَ المكانَ وأردتَ أن تعود، فسأحملُكَ على ظهري حتى تعودَ إلى منزلِكَ في سلامٍ"

خشى السلحفاةُ البحريةُ من أن يغيرَ الأرنبُ رأيَه، فحمله على ظهره بسرعة، وغاصَ به في أعماقِ البحار. وبعد رحلةٍ ليست بالقصيرةِ ولا بالطويلة، وصلا أخيرًا إلى قصرِ التنينِ ملكِ البحارِ الجنوبية.

ⓒ YEOWON MEDIA HANKOOK GARDNER CO. LTD

سرعان ما أحاطَ الجنودُ بالأرنب من كل صوب.

راح الأرنبُ يعترضُ ويحاولُ الفرار، لكنهم كانوا قد قيدوا أطرافه الأربعة، فلم يستطع الإفلاتَ منهم، حتى وجد نفسه أمام التنين الملك.

"أيها الأرنب، اسمعني جيدًا. لقد أصبتُ بداءٍ عُضال، ولا أملَ في شفائي إلا إذا تناولتُ كبدَ أرنب"

كان الأرنبُ في حالٍ لا يحسدُ عليها، إذ فكر في أنه سيموتُ بين جدرانِ هذا القصرِ الغريبِ دون أن يسمعَ بموتِهِ أحد. ولكنَّهُ ما إن كاد يستسلمُ لليأس، حتى واتته فكرةٌ جيدة.

"مولاي، إن جسدي الآن لا كبدَ فيه! فنحنُ معشرُ الأرانبِ نفطر على الندى والأعشابِ الشافية، ولذلك اشتُهرَت أكبادُنا بكونِها دواءً شافيًا ولهذا السببُ تسعى الحيواناتُ والبشرُ دائمًا للاستيلاءِ على أكبادِنا. ولهذا فمن عاداتِنا الشهيرةِ أن نُخرجَ أكبادَنا من أجسادِنا لنُخفِيَها في مكانٍ لا يعرفُهُ أحد"

وبعد أن طمأن الأرنبُ الملكَ، ركب على ظهرِ السلحفاةِ حتى وصلَ إلى اليابسةِ أخيرًا.

ⓒ YEOWON MEDIA HANKOOK GARDNER CO. LTD

"يا سيد أرنب، هيا، أحضر الكبدَ بسرعة"

"يالك من سلحفاةٍ عجيبة… هل صدقتَ هذا الكلامَ الفارغَ حقًّا؟ أي حيوانٍ هذا الذي ينتزعُ كبدَهُ ويبقى على قيدِ الحياةِ؟"

بعدما اختفى الأرنب، جلس السلحفاة يبكي في مكانِهِ ولم يجرؤ على العودةِ إلى قصرِ الملك.

ⓒ YEOWON MEDIA HANKOOK GARDNER CO. LTD

 عاد الأرنب من جديد وأعطى السلحفاة بعضًا من روثه قائلًا إنه شافيًا كالكبد.

صدق السلحفاةُ كلامَ الأرنب، وأعطى فضلاتِهِ إلى الملك، الذي شفي بالفعل بعدما عمل بنصيحةِ الأرنبِ العجيبة! وحصل السيد سلحفاةُ على ترقيةٍ كبيرٍ، وعاش الجميعُ في سعادةٍ ورضا.