ⓒ Getty Images Bank

ذهب السيد كيم في رحلة صيد ليلية على جزيرة في البحر الجنوبي بعدما شاهد تنبؤ النشرة الجوية بعاصفة ممطرة في تلك الليلة. وهناك، قابل صيادًا آخر يدعى كانغ.

جلس الرجلان على الصخور لصيد السمك وسط العاصفة المطيرة وانهمكا في الحديث عَن أصدقائهما.

وبينما هما كذلك، حدثه السيد كانغ عن صديق له ماتت شقيقته غرقًا في البحر، وأخبره بأن الصديق المذكور يشك في زميلِ شقيقته الذي كان يصاحبها في الرحلة التي غرقت فيها هي وزميلٍ آخر. بينما ذكر السيد كيم صديقًا له مر بتجربة سيئة في البحر ليلًا، وعلق على قصة غرق شقيقة صديق السيد كانغ بدفاعه عن الشاب الناجي الذي وجد نفسه محط الشكوك في غرق الشابة التي كان يحبها.

"تحرى صديقي عن الشاب المذكور، راح يراقب تحركاته في نادي الصيد الذي انضم إليه، وحتى في عمله. ربما كان يتمنى أن يتعرض لحادث كالذي تعرضت له شقيقته القتيلة. ليته كان سقط من على صخرة بالقرب من البحر، ولكن لا بأس بأن يسقط من على رصيف محطة قطار والقطار يقترب. ففي المجتمعات الحديثة، يعد أخذ خطوة واحدة بعد خط الأمان مخاطرة كبيرة. قال صديقي إنه لا يستطيع أن يتوقف عن التفكير في هذه الخواطر. ألم تدر بخلدك أفكار كهذه من قبل؟ كأن تشعر بأن جزءًا ما يثير الحكة في جسدك، لكنك لا تستطيع أن تصل إليه لتحكه مهما فعلت؟"'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

  قد يبقى رجل ما نجى من حادثٍ خطير ساهرًا في الليل يحاول أن يستقصي ما وراء جراح قلبه، تماما كما قد يقضي الصياد شطرًا كبيرًا من حياته في محاولة اكتشاف ما صاده أو ما فقده. ونجد أن كلا من السيد كانغ والسيد كيم ينطبق عليهما ذلك الوصف. فكل منهما جُرح جرحًا عميقًا بسبب شيء ما حدث في الماضي، وقد قضيا شطرًا كبيرًا من حياتيهما يحاولان البحث عن سبب يدفعهما لمواصلة العيش بعدما حدث. وبعدما واجه كلا منهما الحقيقة، سيتمكنان من مواصلة العيش بصورة تختلف جذريا عما سبق. فالسيد كانغ يتمنى أن يستطيع السيد كيم صيد السمك على المريخ في يوم ما، وهذه الأمنية بمثابة عفوه عما سبق. أما السيد كيم فيحلم بصيد سمكته الخاصة. فكل منا له سمكة خاصة يتمنى أن يصيدها على المريخ.

'نلقي صناراتنا لصيد أشياء كثيرة في حياتنا. أحيانًا نصيد شيئًا، وأحيانًا نتعرض نحن للصيد. وعندما تنتهي عملية الصيد، يستحسن أن نرسل كل المشاعر التي شعرنا بها أثناء الصيد حرة طليقة في تيار الزمان. هؤلاء الذين أصبحوا من الخبراء يدعون أنهم يتعلمون الحياة من اللعب، أو حفلات الشاي، أو تسلق الجبال، أو حتى تنسيق الزهور. وإن كان الأمر كذلك، فمن الممكن أن نتعلم الحياة من خلال الصيد أيضًا. كانت رحلة الصيد الأخيرة مُرضية حقًّا، خاصة مع السمكة الضخمة التي اصطادها السيد كانغ. ورغم أنني لم أكن من اصطادها، لكنها قد تأتيني في أحلامي. بل ربما تزور قلوب الآخرين أيضًا. في مكان تدفن فيه الحكايات في أماكن عميقة من القلوب كطحالب بحرية. مكان يجتمع فيه كل ما صاده الناس أو فقدوه في يوم ما'.

---

الكاتب "جو هيون 조현"

- وُلد في داميانغ بمقاطعة جولا الجنوبية عام 1969.

- أول أعماله: "فلسفة أنيقة عن المناديل الورقية"، وقد فازت بمسابقة "دونغ آه إيلبو" للكتابة عام 2008.