مُجتبى الصادق: كوريا هي الأمان، والسودان هو الحب
2024-03-22
كان يا ما كان، في قديم الزمان، وفي قريةٍ بعيدة، عاش زوجان عجوزان حياةً هادئة.
كان الزوجان فقيرين، ولكنَّ كلًّا منهما كان يحبُّ الآخرَ ويقدره، ولذلك عاشا حياةً سعيدة.
وكان لهما جارٌ فظٌّ وقح، كان ذلك الجارُ ثريًّا، ولكنه كان يقصدُ منزلَ جاريه الفقيرين في أوقاتِ الطعامِ كي يُشبعَ جوعَهُ من طعامِهِما القليل.
في اليوم التالي، كان الزوجُ يستعدُّ كي يخرجَ ليقطعَ الحطب.
قطع الزوجُ الكثيرَ من الحطب، حتى امتلأ جوالَهُ عن آخره، وكان يستعدُّ كي يحملَ الجوالَ على كتفه.
سمع الزوجُ صوتَ تغريدِ الطائرِ الرائعِ.
وقف الزوجُ يستمعُ إلى صوتِ الطائرِ الذي فتنه. ظل الزوجُ يتبعُ صوتَ الطائرِ إلى أن وجد نبعَ ماء.
"في الوقتِ المناسب! فلقد كنتُ أشعرُ بالعطش".
كان القلق قد أصابَ الزوجةَ بالفعل. لم تستطع الزوجة أن تتحملَ القلق، فراحت تسير حتى مدخلِ القريةِ ذهابًا وإيابًا.
بعد فترةٍ من بدءِ صعودِ الجبل، رأت رجلًا يحملُ حاملًا خشبيًّا على ظهره. لم تتبين ملامحَهُ بسببِ الظلام، ولكنَّها كانت واثقةً من أنه زوجُها.
ولكنَّهما ما إن دخلا المنزل، حتى أجفلت الزوجة: "لـ.. لكن من أنت؟".
بعدما دققت النظرَ في ملامحه، وجدت أنه يبدو تمامًا كزوجِها حين كان لا يزالُ شابًّا!
قص عليها زوجُها كلَّ ما حدثَ له على الجبلِ في ذلك اليوم، دون أن يُفوتَ تفصيلةً واحدة.
"نبعُ الماءِ الذي حدثتُكِ عنه أمس، إنه هنا. هيا، اشربي أنتِ أيضًا من ماءِ النبع".
أطاعت الزوجةُ زوجَها وشربت من ماءِ النبع. وعندما نظرت إلى انعكاسِ صورتِها في الماءِ الصافي، ذُهِلَت. "يا إلهي! هل ترى ما أراه؟"
الزوج: "لقد عدتِ شابَّةً أيضًا! عدتِ شابة جميلةً يافعة"
شعر الزوجان بسعادةٍ غامرة.
صُدمَ الجارُ عندما رأى الزوجين.
قص عليه الزوجُ كلَّ ما حدثَ لهما خلال اليومين السابقين. مع أولِ صياحٍ للديك، انطلقَ إلى الجبل. ركض باتجاه النبع، وأخذ يشربُ ويشربُ في شرهٍ وجشع.
بدأ الزوجان يشعران بالقلقِ على جارهما الذي صعد إلى الجبل ولم يعد حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل.
وهكذا صعد الزوجان إلى الجبلِ بسرعةٍ والقلقِ ينهشُ قلبيهِما. ولكنَّهما لم يجدا أثرًا لجارهما، فكلُّ ما وجداهُ عند النبع هو طفلٌ رضيعٌ أخذَ يبكي ويصرخُ بصوتٍ عالٍ.
أرادَ الجارُ الطماعُ أن يعودَ شابًّا، فظل يشربُ من ماءِ النبعِ في شرهٍ، لكنَّه شرب أكثر من اللازم، أكثر من اللازم بكثير.
بذل الزوجان اللذان صارا شابين كلَّ جهدهما وحبهما في تربيةِ الصغير، وقد صار لطيفًا حسن المعشر، وصار الجميعُ يعرفَهُ بدماثةِ الخلق، والأدب، وحسنِ الجيرة.
2024-03-22
2024-03-22
2024-03-22
يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;