ⓒ Getty Images Bank

 'إنه يقع على بعد ساعتين بالحافلة من سيول. وهو دار رعاية الأيتام الذي نشأ فيه تشون-شيك 춘식. وكان تشون-شيك قد فقد والديه وبيتَه أثناء الحرب الكورية، وارتحل عبر عدة دور رعاية أيتام من جزيرة جيجو وحتى بوسان، ثم أخيرًا: دار الأيتام الموجودة في سيول. في البداية، لم يكن أمامه خيار آخر سوى الإقامة في دار الأيتام، لكنه أجبر على الإقامة فيها بعدما أمسكوا به وهو يتسول ويسرق أغراض الناس. وكان يحب هذه الدار لأنها كانت تختلف عن دور الأيتام الأخرى التي جرب الإقامة فيها. لم يكن ما يهم تشون-شيك هو أنها تقدم لساكنيها الطعام والملبس المناسبين، رغم أنها -على خلاف دور الأيتام الأخرى- كانت تقدم لهم ما يكفيهم بالفعل'.

 

'أعطاه السيد هممم كراس رسمٍ وقلم رصاص. كان السيد هممم دائما ما يرسم صورًا معقدة، ولكنه بدأ في رسم رسومات طفولية سهلة للغاية، وكأنه يقلد رسوم تشون-شيك. قال تشون-شيك: "سيد هممم، علمني كيف أرسم بدلًا من أن تكتفي بتقليد رسوماتي". قال: "هممم! أعلمك كيف ترسم؟ بالطبع لا! الرسم ليس شيئًا يمكن تعليمه للآخرين، بل يجب عليك أن تتبع مشاعرك، هذا ما سيجعلك تحسن مهاراتك في الرسم مع الوقت"'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

"كانغ سو-تشون" من كتاب الأطفال المحبوبين في كوريا. وله حوالي خمسمائة عمل أدبي موجه للأطفال، تتراوح بين القصص والأشعار والأغاني. وأهمية أعماله في أدب الأطفال الكوري تكمن في أنها كانت تداوي قلوب الصغار واليافعين من الآلام العميقة التي خلفتها الحرب الأهلية الكورية. كان قد ولد في كوريا الشمالية، ولكنه خاطر بحياته ليفر إلى كوريا الجنوبية. ولذلك فهو يفهم جيدًا آلام الحرب. فالألم الذي شعر به جعله يكتب قصصًا مفعمة بالأمل من أجل الصغار. وهذه القصة تناقش حياة "تشون-شيك" الذي صار يتيم الأبوين، وبدأ يعاني من نوبات القلق المرضي بعدما فقد والديه، وهي تعيق استقراره وسلامه النفسي. وبطل القصة يذكر الكاتب بنفسه، إذ فقد أسرته وحرم من الحياة الهادئة العادية المسالمة بسبب الحرب. والسيد "هممم" الذي يحاول أن يخفف عن "تشون-شيك" في القصة، يمثل الكاتب نفسه وهو يحاول أن يخفف عن الأطفال من خلال أعماله الموجهة إليهم.

 

 'ذات يوم، قرر السيد هممم وتشون-شيك أن يرسما شجرة صنوبر. كانت فروعها تنمو في اتجاه واحد فقط، لم تكن متقنة تمامًا ولكنها بدت كأشجار البلوط عند القمة. لم يعمل السيد هممم على رسمته، بل أُخذ برسمة تشون-شيك الذي كان قد صب تركيزه كله على رسمته في ذلك اليوم. ربما شجعه صوت "هممم" المتكرر الصادر من السيد هممم.

 "كم سيكون الأمر رائعًا لو أن لي أبًا أو أخًا كبيرًا مثل السيد هممم. لقد عانقني اليوم بحرارة. شعرت أنني أتحد مع والديّ في تلك اللحظة"'.

---

الكاتب "كانغ سو-تشون 강소천"

- وُلد في "كو-وون" بمقاطعة هام كيونغ الشمالية في 16 سبتمبر عام 1915، وتوفي في 6 مايو عام 1963.

- أول أعماله: قصة أطفال بعنوان "صخرة"، وقد نشرت عام 1939.