الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

"أبي صائد الفراشات" للكاتب "هيون ضُك 현덕"

2022-10-18

ⓒ Getty Images Bank

'أتى "كيونغ-هوان 경환" ليقضي عطلة الدراسة الصيفية في البلدة. كان الفرق الملحوظ الوحيد هو أن وجهه صار أكثر شحوبًا، وأنه كان يرتدي بدلة على الموضة مع سروال واسع، وقبعة بيضاء الحافة. كان لا يزال يتباهى بسيول وروعتها، ومدرسته والمركز العالي الذي تحتله، وينخرط في الثرثرة عن نجوم السينما، وكان يجمع أطفال الحي ليصيد الفراشات وهو يغني الأغاني الحديثة. لم يكن با-وو ليتقبل أبدًا هذه التصرفات'.



 'با-وو: "أنت! ألا ترَ الطريق أمامك؟ ألا يهمك أن تدمر محاصيل الآخرين؟"

كيونغ-هوان: ولماذا يهمني ذلك وأنا أركض على أرض تملكها أسرتي؟"

با-وو: "أرض تملكها أسرتك؟ حتى لو كانت الأرض ملكًا لأسرتك، فنباتات الشمام هذه ملك لأسرتي. أنت تدمر شمام أسرتي!"

با-وو: "إن كان يهمك أمر زرع أسرتك إلى ذلك الحد، فلماذا لا يهمك صيدي للفراشات؟ أنا لا أصطادها طلبًا للمتعة كما تعلم"

با-وو: "ربما لا تصطادها من أجل المتعة، ولكن ثمار الشمام هذه نزرعها لنبيعها في السوق. هل فراشاتك أهم من غذاء أسرتي؟"

كيونغ-هوا: "إن درجاتي الدراسية تعتمد على ذلك الأمر. لماذا أهتم إذن بأمر كسب أسرتك للعيش؟"

با-وو: "ماذا؟ ستدمر حقل الشمام الخاص بنا إذن؟ أليس لديك حقول شمام أخرى لتعبث بها؟"'.



# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

تعرض لنا القصة قضية الطبقات الاجتماعية في المجتمعات الريفية من وجهة نظر صبي صغير. فوالد "كيونغ-هوان" يعمل مشرفًا على الحقول المستأجرة، وبالتالي كان يملك السلطة ليكون مستشارًا لمالك الأرض، يخبره بأي الأراضي يجب أن تؤجر، ومن من الفلاحين يمكن السماح له باستئجارها. وكانت وظيفته تتيح له أن يمتلك بعض الأراضي أيضًا، ولذلك ادعى "كيونغ-هوان" في القصة أن الأرض التي زرعتها أسرة با-وو هي ملك لأسرته، بينما أكد با-وو أن الزرع في الحقل هو ملك لأسرته هو. وهو مشهد طريف مؤسف يُظهر لنا نظرة الصبية الصغار في ذلك المجتمع الريفي للتقسيم الطبقي في مجتمعهم.



عندما نزل با-وو من على الجبل واقترب من حقل الحنطة ليلقي نظرة عن قرب، صدمه المشهد الذي رآه تمامًا ففتح فمه عن آخره. فالرجل الذي كان يظن أنه أحد خدم كيونغ-هوان، لم يكن سوى والده. كان قد خلع قبعته وظل ينحني ويقف ليطارد الفراشات. كان يمشي في الحقل بخطواته العجوز المتعثرة. تسمر با-وو وكأن أحدًا ما أصابه بضربة على رأسه. ثم ركض نازلًا من على التلة باتجاه الحقل. غمره شعور بالشفقة على والده والحب الشديد له، شعر أنه مستعد لفعل أي شيء من أجله. كتم دموعه وصرخ وهو يركض تجاه الحقل: "أبي، أبي، أبي"'.




الكاتب "هيون ضُك 현덕"

- وُلد في سيول عام 1909.

- أول أعماله: قصة بعنوان "نامسنغي"، وقد نشرت عام 1938.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;