كان "كيم وو-ران 김운란" عازفَ آجنغ في أواخر عصر جوسون. وكان أصلًا من طبقةِ النبلاء، كما اجتاز اختبار الخدمة العامةِ الذي كان يشغل موقعًا شديدَ الأهمية في تلك الأيام. بالإضافة إلى أنه درس أيضًا في "سون كيون غوان"، وهو أعلى هيئة تعليمية في مملكة جوسون. لكنه أصيب بمرض في عينيه أفقده البصرَ في نهاية المطاف، فلم يستطع أن يواصل الدراسة أو العمل في الحكومة. وكان هذا مصابًا ثقيلًا بالنسبة إلى شابٍّ موهوبٍ واعدٍ مثله. ولكنه وجد ما يواسيه رغم كل شيء، وجده في آلة الآجنغ. وقد ساعدته معاناته الطويلة القاسية على تنمية مهارات العزف على الآجنغ، مما جعله يتقن عزفها بصورة رفعت من قدره كثيرًا. وقد انتشرت المقولات المختلفة تعليقًا على براعته العجيبة في العزف على آلة الآجنغ. فذات يوم، كان يتجول وهو يحمل آلته الأثيرة حين مر بضريح مهجور. ففكر أنه من الجيد أن يحظى بقسط من الراحة وهو يعزف على الآجنغ في ذلك المكان الهادئ. وبمهارته المعهودة، خرجت النغمات من آلته شديدة العذوبة، شديدة الحزن في الآن ذاته. وبعد قليل، سمع صوت بكاء آت من الضريح، وقد تعالى حتى صار نحيبًا. ترى من كان يبكي في الضريح؟ أكان إنسانًا؟ أم شبحا؟

يخلط الكثير من الناس بين آلة الآجنغ وآلة الهيغم. والهيغم هي آلة موسيقية مستديرة لها رقبة طويلة، وهي مصنوعة من خشب الخيزران. يمتد وتران طويلان بطول الرقبة، ويعزف عليها عن طريق تحريك قوس مصنوع من شعر الحصان على الأوتار. وتتمتع الهيغم بصغر حجمها وخفة وزنها، مما يجعل من السهل حملها والتنقل بها في كل مكان. كما أنها تتميز بالقدرة على إصدار طيف واسع من النغمات، مما جعلها الآلة المثالية للمهرجين والفنانين الرحالة من كل نوع. أما الآجنغ، فهي تشبه الكاياغم أو الكومونغو، ولكنها أكبر حجمًا منهما. وهي مصنوعة من خشب شجرة قفاز الثعلب، وتحتوي على سبعة إلى عشرة أوتار سميكة للغاية، أما القوس فمصنوع من فروع شجرة الفورسيثيا. والنغمات التي تصدرها آلة الآجنغ كلها نغمات منخفضة على السلم الموسيقي، وهو ما يجعل الناس يشبهونها أحيانًا بآلة التشيلو الغربية. ولكن لم يكن من السهل عزف المقطوعات الحيوية أو سريعة الإيقاع عليها، نظرا لسمك أوتارها، وصلابة القوس المستخدم للعزف عليها. ولذلك يستخدم الموسيقيون آلة معدلة أصغر حجما تدعى "سانجو آجنغ" لعزف مقطوعات العزف الحر، أي السانجو،  أو مقطوعات الشيناوي ذات الإيقاع السريع والنغمات المتنوعة. كما تستخدم آلة "سانجو آجنغ" المعدلة -والتي يطلق عليها أيضًا اسم: الآجنغ المعدنية- أوتارًا معدنية بدلًا من الأوتار الحريرية المستخدمة في آلة الآجنغ التراثية الأصلية، وتعزف عن طريق تحريك الأوتار بالأصابع مثل آلة الكايغم، بدلًا من تحريك القوس عليها لإصدار النغمات.

وآخر مقطوعاتنا اليوم هي أغنية غاكوك مخصصة للمطربات بعنوان "إيل كاغي 일각이" أو "خمس عشرة دقيقة". والـ "كاغ" تعادل 15 دقيقة. والنسخة التي سنستمع إليها اليوم هي إعادة توزيع للأغنية الكلاسيكية القديمة، وهي من أداء "جين مين-جين 진민진". وتصف الأغنية شوق امرأة لحبيبها. ويقول مطلع الأغنية:

الكاغ الواحد يمر كثلاثة فصول خريف

ترى كم خريف مر خلال عشرة أيام إذن؟

وهي كلمات تجعلنا نستشعر مدى شوق تلك المرأة إلى حبيبها الذي رحل قبل عشرة أيام. ويناسب صوت الآجنغ بنغماته العميقة المنخفضة صوت المطربات الذي يتمتع بنبراته العالية.

الحلقات المقدمة في حلقة هذا الأسبوع:

-    "جونغ موري 중모리" ضمن مقطوعات العزف الحر على الآجنغ أو الآجنغ سانجو، أداء "كيم يونغ-غيل 김영길".

-    مقطوعة "دونغ سال بوري، ومقطوعة هويموري 동살풀이, 휘모리" أداء "شين هيون-شيك 신현식".

-    ه"إيل كاغي 일각이" أو "خمس عشرة دقيقة" غناء "باك جين-هي 박진희" وعزف "جين مين-جين 진민진" على الآجنغ.