ⓒ Getty Images Bank

'كان يجب على المرء أن يعبر تلة إذا أراد أن يذهب إلى أي مكان. كانت الجبال تحيط المكان كله، ولذلك كان على المرء أن يعبر الجبال ليذهب إلى أي مكان. ولذلك سميت بقرية العبور. كان ذلك في الربيع. ففي طاحونة بالقرب من منزل كانَّان 간난 على سفح الجبل الواقع غرب قرية العبور، وقفت كلبة تلعق ماكينة مهجورة غطاها التراب. وكانت متوسطة الحجم'.

 'أفادت الشائعات أن الكلبة المسعورة عادت لتنام عند الطاحونة، إذ رآها والد تشا-سون. وكان ذاهبًا إلى الجبل ليحتطب في الصباح الباكر، فلمح شيئًا يخرج بسرعة من الطاحونة. كانت الكلبة المسعورة التي جاءت إلى البلدة منذ فترة، واستطاع أن يرى –رغم الظلام– أنها كانت حبلى'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

وجد الكثير من اللاجئين –مثل الكاتب نفسه– أنفسهم مشتتين بسبب الحرب والانقسام، ولم يجدوا لهم مكانًا يستقرون فيه. ولكن خاتمة القصة تفصح لنا عن أن الكاتب يحلم بمستقبل يتصالح فيه الجميع ويتعايشون بسلام، ونرى ذلك في مشهد النهاية الذي يربي فيه كل بيت من بيوت القرية واحدًا من جراء شين-دونغ. فقد رأى الكاتب «هوانغ سون-وون» أنه عندما يمر الوقت وتنتهي الخلافات الفكرية، فستتسع صدور الناس وتتفتح آفاقهم ويكونون مجتمعًا يسود فيه السلام مجددًا.

'منذ أن اكتشف جد غانَّان الجراء عند الجبل، حرص على ألا يشك أي شخص في أنه يعتني بالجراء الصغيرة كلما ذهب إلى الجبل ليحصل على الحطب. بل كان يحمل بقايا كعك الشعير دون أن يخبر زوجته. وعندما بلغت الجراء سنًّا يسمح لها بتناول الطعام الجاف، حمل أحد الجراء معه إلى القرية قائلًا إن أحدهم أهداه إياه. ثم حمل آخر وأهداه إلى غوب-دان الذي كان يعيش في نفس البلدة، وبعدها أهدى جروًا آخر لأحد الذين يعيشون في الوادي، وآخر إلى شخص يعيش في بلدة أخرى. في نهاية الأمر، كان قد أهدى كل الجراء إلى أسر يعرفها. قال جدًّ غانَّان إن الكلبة التي يربيها في بيته هي حفيدة شين-دونغ، وإن كل الكلاب في قرية العبور هي من نسل شين-دونغ وأحفادها. حتى عمدة القرية وشقيقه كانوا يربون أحفاد شين-دونغ. وكان الجد يخفي ابتسامة كبيرة في طيات لحيته الفضية كلما قال هذا'.

---

الكاتب «هوانغ سون-وون 황순원»

- وُلد في 26 مارس عام 1915 في ديدونغ بمقاطعة بيونغ-نام وتوفي في 14 سبتمبر عام 2000.

- أول أعماله:  قصة بعنوان "حلمي"، وقد نشرت عام 1931.