ⓒ Getty Images Bank

'الكاتب نا، هذا أنا. أميل إلى الإنصات إلى محادثات الآخرين وإلى أن أتحدث عن الآخرين أيضًا. فالكتاب هم أناس يحبون إخبار الآخرين بما يجب أن يفعلوه، ولذلك لا أشعر بالذنب حيال ذلك. استيقظت هذا الصباح على صوت يخترق أعماق أذني، وكانت الكلمات التي تمتم بها ذلك الصوت هي: «ياللسخافة!»'.

'يبدو أن طرف الكرسي المتحرك قد صدم قدم أحدهم. وقفت أمام الكرسي بسرعة وأنا أشير إلى ساقه وأقول: «أنا آسف، هل آلمتك؟». استدار الرجل لينظر إلي. كان إم. تأملنا بعضنا بعضًا وكل منا يتساءل عن سبب وجود الآخر في هذا المكان، قال إم محييا مخدومي: «مرحبًا يا سيدي». قال الرجل العجوز: «إنه أنت! كيف حالك؟ كيف حال العمل. قلت إنك تكتب رواية طويلة، صحيح؟». إم: «نعم، أنا بخير. كيف حال صحتك؟». خفت صوت إم، أظن أنه لم يردني أن أسمع ما يقول. لم ينظر أيٌّ ما في عيني الآخر'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

نهاية القصة كئيبة للغاية. فالقصة تطرح هذا السؤال: إن كان الكاتب لا يملك أحدًا يعتمد على مساعدته في العالم، ولا يجد من يتفهم حقا قيمة الأنشطة الإبداعية، فهل يجب عليه أن يواصل عمله في إبداع قصص جديدة رغم أنه لا يتلقى حتى تعويضًا مناسبًا لجهوده؟ ونظرة الكاتب «نا» للأدب تختلف عن نظرة الكاتب المغرور «إم» لحسن الحظ، فهو ينوي أن يواصل كتابة القصص التي لا يلوثها النفاق على الأقل. وأرى أن كاتبة القصة «بانغ هيون-هي» تكتب قصصها بنفس ذلك العزم. 

'والآن، سأصطحب الرجل العجوز إلى منزله، وأدعه يسند جسده العجوز عليًّ بينما أساعده على تغيير ملابسه. فبغض النظر عما إذا كانت أيام مجده قد ولت، يجب أن أقوم على خدمته طالما ظل يدفع لي أجري. لا بد أن «إم» قد عاد إلى منزله ليكتب قصة يعيش فيها دور الشهيد. وسأعود أنا إلى منزلي كي أكتب قصة مفعمة بالسخرية. ثم سأقفل شاشة الجهاز وأدس جسدي تحت اللحاف قبل أن أنام وأنا أفكر فيمن يجب أن أستغل كي أطرق على الأبواب المقفلة أمامي'.

---

الكاتبة «بانغ هيون-هي 방현희»

- وُلدت في «إيكسان» مقاطعة «جولا الشمالية» في عام 1964.

- أول أعمالها: قصة بعنوان «هواية من يوراسيا» في عام 2001.