Image caption

'كنت أصغر سنًّا بكثير عندما كنت أزور متجر المجوهرات الخاص بصديقتي في المركز التجاري التابع للفندق. بالتفكير في الأمر، أجد أنني كنت فخورة بنفسي إلى حد ما، ولكنني كنت أيضًا أشعر بالخواء، ولذا لا بد أنني كنت قد تجاوزت الأربعين بكثير. كان كل شيء قد بدأ يبدو لي غير ذي معنى: أطفالي المهذبون، وزوجي ذي الوظيفة الناجحة، كلها أشياء بدت لي مملة. وعندما بدأت أشعر بذلك الشعور، صرت خاملة، حتى أن أطراف أصابع يدي وقدمي بدت لي وكأنها شلت. في ذلك الوقت، افتتحت صديقتي الثرية متجر المجوهرات، وكنت كثيرًا ما أتردد على ذلك المتجر دون أن أشتري أي شيء، كان لذلك علاقة بالخواء الداخلي الذي شعرت به بلا شك. الشيء الذي كان يخيفني وصديقتي أكثر حتى من الموت هو الشعور بأننا ربما قد وصلنا إلى مرحلة في حياتنا لم يعد فيها ما نتطلع إليه فيها سوى أن نتقدم في العمر'.

'ركبت الحافلة قبل خمس دقائق من موعد انطلاقها وجلست على مقعد بجوار النافذة. بينما ركب هو قبيل انطلاق الحافلة. لم أسترق النظر إليه. عندما كان يهم بتعليق معطفه الكاكي في المكان المخصص لذلك، رأيت علامة لندن فوج التجارية على طرف المعطف، أعجبني ذوقه الراقي، وجدت نفسي أحلم باحتساء كوب من الشراب في مكانٍ فاخرٍ معه. وربما كان سبب ذلك التصرف الغريب غير المعتاد مني هو خاتم الزبرجد في يده. أو ربما كنت أعرف تمامًا السبب وراء تصرفي الغريب'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

تشعر بطلة القصة بالاغتراب بسبب اختلاف نظرتها عن نظرة أبناء أشقائها فيما يتعلق بكيفية احترام الكبار. وتستعرض القصة بالتفصيل ما تشعر به البطلة من غضب وخجل بسبب تلك الفجوة بين الأجيال. وهو ما يتيح لنا إلقاء نظرة على طريقة تفكير الأجيال الأكبر وهم يلاحظون أن العصر قد تغير.

'كان هواء الليل باردًا. خلع معطفه ووضعه على كتفيَّ. لم أرفض، بل عدلت وضع كتفي كي يدخلا في المعطف. كنت قد نسيت سني تمامًا منذ فترة. تأملت بطاقته التعريفية وأنا أستنشق الهواء الرطب المألوف في منزلي. كانت بطاقة بسيطة لا تحمل سوى اسمه ورقم هاتف المنزل والمكتب. شعرت بإعجاب أكبر تجاهه، إذ رأيت أنها تناسبه، وكأنني أعرف الكثير عنه'.

---

الكاتبة «باك وان-صو 박완서»

- وُلدت في مقاطعة كيونغي في 20 أكتوبر عام 1931، وتوفيت في 22 يناير عام 2011.

- أول أعمالها: قصة بعنوان «الشجرة العارية» في عام 1970.