ⓒYONHAP News

تعد حركة الثامن عشرمن مايو الديمقراطية انتفاضة شعبية اندلعت في مدينة كوانغ جو وأرجاء مختلفة من مقاطعة جنوب تشولا في كوريا الجنوبية خلال عام 1980، ضد الحكم العسكري آنذاك.

وكان الرئيس الكوري الأسبق "بارك جونغ هي" قد اغتيل يوم السادس والعشرين من أكتوبر من عام 1976، وهو ما أدى إلى التخلص من عهد الاستيلاء على السلطة على المدى الطويل، وزيادة الأمنيات الشعبية للديمقراطية المعروفة بـ"ربيع سيول"، ولكن تحولت هذه الأمنيات إلى مظاهرات وتجمعات شعبية ضد الحكم العسكري الجديد.

وبلغت الفوضى الاجتماعية ذروتها في شهر مايو من عام 1980، حيث قامت الحكومة بتوسيع الأحكام العرفية الطارئة في منتصف ليلة يوم السابع عشر من مايو لتغطي جميع أنحاء البلاد.

وبموجب تلك الأحكام العرفية تم إرسال جنود إلى مدينة كوانغ جو، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجيش والمتظاهرين في جامعة "جون نام" يوم الثامن عشر من مايو حيث اندلعت حركة كوانغ جو الديمقراطية.

وقام الجيش بقمع المتظاهرين والمواطنين العاديين باستخدام العنف، وردا على ذلك، شارك مواطنو كوانغ جو في مواجهة قوات الأحكام العرفية بالمثل، وهو ما تسبب في تدهور الأوضاع أكثر، حيث أطلق الجنود النار على المتظاهرين مما أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح.

وبعد إطلاق النار على المواطنين والاعتداء عليهم بالضرب من قبل قوات الأحكام العرفية، اقتحم المواطنون مخازن السلاح المحلية وأقسام الشرطة واستولوا على الأسلحة، لكن انتهت الانتفاضة بهزيمة الثوار يوم السابع والعشرين من مايو بعد أن استولت قوات الأحكام العرفية على مبنى مكتب مقاطعة جنوب تشولا في كوانغ جو.

وتشير التقديرات إلى أن الاشتباكات بين قوات الأحكام العرفية والمتظاهرين المسلحين قد أسفرت عن وفاة أكثر من 200 شخص، وفقدان 400 آخرين، وإصابة أكثر من 5 آلاف شخص بجروح.

وكانت حركة كوانغ جو الديمقراطية قد سميت بـ"حادث كوانغ جو" في بداية الأمر، ثم قررت حكومة الرئيس الأسبق "روه تيه أوه" تغيير تسميتها لتكون "حركة كوانغ جو الديمقراطية"، كما قامت حكومة الرئيس الأسبق "كيم يونغ سام" بإعادة تقييم هذه الحركة في عام 1993، واعترفت بها رسميا كحركة ديمقراطية.

وفي عام 1997 أقيمت مقبرة وطنية لضحايا الحركة، وتم تعيين يوم الثامن عشر من مايو كيوم وطني لهذه الذكرى.