KBS News ⓒ

يعتبر قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مؤخرا بإقالة مستشاره للأمن القومي "جون بولتون" بمثابة "رسالة تطمين" للنظام الحاكم في بيونغ يانغ.

ولكن يرى بعض المحللين أيضا أن إقالة "بولتون" تعبيرٌ عن قلق الرئيس الأمريكي من عدم إعادة انتخابه، مشيرين إلى أنه في حاجة ملحة إلى تحقيق إنجازات دبلوماسية. ولهذا فإن بعض وسائل الإعلام تحذر من مخاطر إقباله على إبرام اتفاق غير جدي لحل القضية النووية الكورية الشمالية.

وقد جاءت هذه الإشارات في انتقاد الرئيس "ترامب" لـ"بولتون" عندما ذكر "النموذج الليبي"، حيث قال الرئيس الأمريكي إن نموذج الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" لن يتكرر، وهو الذي فقد السلطة بل وحتى فقد حياته، بسبب القضية النووية. بعبارة أخرى، أكد "ترامب" على ضمان أمن النظام الكوري الشمالي بزعامة "كيم جونغ أون".

الجدير بالذكر أن "بولتون" يعتبر من أبرز المتشددين الذين يصرون على ضرورة تنفيذهجوم استباقي ضد كوريا الشمالية، أو تطبيق ما يسمى بـ"النموذج الليبي"، كما كان أيضا أكثر شخصية أمريكية مكروهة من قبل كوريا الشمالية.

ومن جانبها، عرضت كوريا الشمالية من خلال بيان صادر عن نائبة وزير خارجيتها "تشيه سون هي"، استئناف المفاوضات مع واشنطن أواخر هذا الشهر، مؤكدة على ضرورة أن تتوصل الولايات المتحدة إلى أسلوب جديد في التفاوض. ويمكن القول إن "ترامب" طرح هذا الأسلوب الجديد من خلال إقالة "بولتون"، كما يمكن القول أيضا إن تأكيده على عدم تكرار النموذج الليبي ومصير "القذافي" قد أظهر نيته هذه بشكل واضح.

لكن وسائل الإعلام الأمريكية ترى أن موقف "ترامب" يشير في الواقع إلى قلقه من عدم إعادة انتخابه، حيث يرى عددٌ من المراقبين إن إمكانية إعادة انتخاب "ترامب" يزداد غموضُها يوما بعد يوم.

وقد تم إثبات هذه الحقيقة بإعادة انتخاب عضو مجلس النواب عن "نورث كارولينا" يوم العاشر من هذا الشهر. فقد فاز مرشح الحزب الجمهوري "دان بيشوب" بفضل الدعم الكبير من قبل الرئيس "ترامب"، لكن هذا الفوز جاء بصعوبة، حيث جاء بفارق 2 نقطة مئوية فقط. وبالمقارنة مع الانتخابات التي جرت في عام 2016، فاز "ترامب"، المرشح آنذاك، بفارق 12 نقطة مئوية، وهو ما يشير إلى تحول مواقف الناخبين من الحزب الجمهوري إلى الحزب الديمقراطي.

ولهذا فإن "ترامب" في حاجة ماسة إلى تحقيق إنجازات لتسهيل إعادة انتخابه.