ⓒYONHAP News

تعرضت محطة "فوكوشيما" اليابانية للطاقة النووية للغرق بعمق تراوح بين 4 و5 أمتار في المياه البحرية بعد أن اجتاحتها موجة "تسونامي" الناجمة عن الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة الواقعة  قبالة سواحل شرق اليابان في مارس عام 2011.

وتسبب الزلزال آنذاك في انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل أجهزة التبريد في المحطة مما أدى إلى ارتفاع ضغط المفاعل، تبعته مشكلة في التحكم بالتنفيس نتج عنها زيادة في النشاط الإشعاعي.

ومنذ الكارثة لاتزال اليابان تضخ كميات كبيرة من المياه لتبريد الوقود المتبقي داخل المفاعل النووي، بمعدل يومي يصل إلى 170 طنا، حيث بلغ إجمالي كيمة المياه التي وقع ضخها مليونا و150 ألف طن بحلول نهاية شهر يوليو الماضي.

والجدير بالذكر أن طوكيو تقوم بتخزين المياه المشعة في خزانات المياه الموجودة داخل محطة فوكوشيما النووية دون معالجتها.

 في الاثناء كشف "شيون بيرني" الخبير النووي في فرع ألمانيا لمنظمة "غرين بيس" الدولية عن خطة اليابان لتسريب أكثر من مليون طن من المياه الملوثة بالأشعة النووية إلى المحيط الهادئ، محذرا من أن المياه المصرفة ستنتشر في العالم مع حركة التيار البحري.

وأضاف الخبير الدولي أن كوريا الجنوبية ستكون أكثر دول العالم تضررا بسبب المياه الملوثة، مؤكدا على ضرورة أن ترفع سيول هذه القضية أمام أنظارالمجتمع الدولي.

وتدعو اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار التي دخلت حيز التنفيذ عام 1994 جميع دول العالم إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تلوث مياه البحر والتخفيف من آثاره والسيطرة عليه.

كما تمنع اتفاقية لندن البحرية دول العالم من تصريف المواد الملوثة في مياه البحر، وتحمل الدول التي تقوم بمثل هذه الخطوة المسؤولة عن الخسائر البيئية التي قد تتعرض لها الدول الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على أي دولة تخطط لتصريف المياة الملوثة بالأشعة النووية إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتلك الخطة.

وفي هذا السياق، دعت كوريا الجنوبية إلى الاهتمام العالمي بهذه القضية، وطالبت ببذل جهود مشتركة لمعالجة الخطوة المتوقعة من جانب اليابان لتصريف المياه الملوثة المنبعثة من موقع كارثة محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية إلى المحيط الهادئ.

ووجهت النائبة الأولى لوزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكوري هذه الدعوة أمس الاثنين خلال كلمة ألقتها أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في النسما، حيث أعربت عن قلق كوريا إزاء هذه القضية، مشيرة إلى أن عددا من كبار المسؤولين الحكوميين اليابانيين قد ذكروا مؤخرا حتمية تصريف المياه الملوثة إلى المحيط الهادئ.

وأكدت أن تصريف المياه الملوثة لا يمثل مشكلة محلية لليابان بل يعد مشلكة دولية خطيرة يمكن أن  تمتد آثارها إلى البيئة البحرية العالمية.