ⓒYONHAP News

تم العثور على عمدة العاصمة سيول "بارك وون سون" ميتا بالقرب من بوابة "سوك جونغ" في جبل "بوكآك" في شمال سيول منتصف ليلة الجمعة، بعد سبع ساعات من الإبلاغ عن اختفائه.

وكان "بارك" واحدا من أقوى المرشحين المحتملين للرئاسة القادمة في كوريا الجنوبية، وقد ظل يبذل جهودا لحماية حقوق النساء، وكان يعتبر نفسه مناصرا للنسوية.

ولكن تبين أن السكريترة السابقة في مكتب العمدة قد قدمت شكوى للشرطة يوم الأربعاء الماضي تتهمه فيها بالتحرش الجنسي، وهو ما تسبب في انتحاره. 

وقد غادر "بارك" مقر إقامته في الساعة العاشرة و44 دقيقة من صباح يوم الخميس الماضي، بعد أن أبلغ الصحفيين بإلغاء جداول أعماله لأسباب شخصية.

وكان من المقرر أن يتناول العمدة الراحل "بارك" الغداء مع رئيس الوزراء يوم الخميس، ثم إجراء لقاء في مكتبه مع رئيس اللجنة الوطنية للتنمية المتوازنة بعد ظهر ذلك اليوم، لكنه ألغى موعده مع رئيس الوزراء بالهاتف.

وأبلغت ابنتُه الشرطة باختفائه في الساعة الخامسة و17 دقيقة من مساء الخميس، قائلة إن أبيها قد تحدث معها عبر الهاتف، وقال كلمات تبدو وكأنها وداع قبل مغادرته مقر إقامته، ولم تتمكن من الاتصال به بعد ذلك.

وبدأت الشرطة عمليات البحث من خلال عدد كبير من رجال الشرطة والطائرات بدون طيار والكلاب البوليسية، وأخيرا عثرت على جثته بعد 7 ساعات.

الجدير بالذكر أن عمدة سيول الراحل "بارك" قد عمل لفترة طويلة محام لحقوق الإنسان، وترأس إحدى المجموعات المدنية قبل توليه منصب العمودية، كما كان يعتبر أحد المنافسين الأقوياء في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في عام 2022.

وبدأ "بارك" يجذب اهتمام الدوائر السياسية  بعد فوزه في الانتخابات التكميلية لمنصب عمدة العاصمة سيول والتي جرت عام 2011، وأعيد انتخابه في عاميْ 2014 و2018 ليصبح بذلك عمدة سيول الأطول خدمة على الإطلاق.

والأمر المثير لصدمة الكثيرين هو أن "بارك" المعروف بلقب "محامي حقوق النساء" تعرض لشكوى تتهمه بالتحرش الجنسي. والأسوأ من ذلك هو أنه ثالث رؤساء الحكومات الإقليمية الذين ارتكبوا جريمة التحرش الجنسي، بعد "آن هي جونغ" حاكم مقاطعة جنوب "تشونغ تشُنغ" و"أو غوه دون" عمدة مدينة بوسان.

ومع وفاة العمدة "بارك"، سيتم انتخاب عمدتي مدينتي سيول وبوسان ضمن الانتخابات التكميلية التي ستجري في شهر أبريل من العام القادم، وبالتالي ستكون لتلك الانتخابات أهمية كبيرة للدوائر السياسية في البلاد مثل الانتخابات الرئاسية.

وقامت الشرطة بإيقاف تحقيقاتها في الاتهامات الموجهة إلى "بارك" بالتحرش الجنسي، وأغلقت القضية نظرا لأن النيابة ليس لديها حق التقاضي على الأموات.