ⓒYONHAP News 

بعد أن قامت الولايات المتحدة مؤخرا بإصدار قانون جديد يوسع الإعانات الضريبية لمشتري السيارات الكهربائية المجمعة في أمريكا الشمالية، ويحرم السيارات الكهربائية المصنوعة خارجها من تلك الإعانات، يزداد القلق من احتمال أن يؤثر هذا القانون تأثيرا سلبيا على التعاون الاقتصادي بين سيول وواشنطن.

لذلك تقوم الحكومة الكورية بإجراء مفاوضات بهذا الشأن مع الولايات المتحدة عبر قنوات مختلفة، كما تسعى للتعاون المشترك مع اليابان والدول الأوربية التي تعاني من وضع مماثل. 

وقد وقع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يوم السادس عشر من أغسطس الماضي مشروع القانون الذي ينص على تقديم إعفاءات ضريبية تصل إلى 7 آلاف و500 دولار لكل من يشتري سيارة كهربائية جديدة، و4 آلاف دولار لمن يشتري سيارة كهربائية مستعملة، بشرط أن يكون قد تم تجميع تلك السيارات في أمريكا الشمالية.

كما ينص على أن يتم تطبيق شروط إضافية للاستفادة من الإعفاءات الضريبية بدءا من العام القادم، وهي استخدام أكثر من نسبة معينة من البطاريات والمعادن الأساسية أمريكية الصنع في إنتاج السيارات الكهربائية.

وفي الواقع، يتم في كوريا الجنوبية إنتاج السيارات الكهربائية الكورية المباعة في الولايات المتحدة، مثل "آيونيك 5" من شركة "هيون ديه"، و"إي في 6" من شركة "كيا"، وهو ما يعنى أن من يشتري تلك السيارات الكورية لن يستفيد من الإعفاءات الضريبية، مما سيتسبب في ضعف القوة التنافسية السعرية للسيارات الكهربائية الكورية في السوق الأمريكية.

وإلى جانب هذا، من المتوقع أن يؤثر قانون تخفيض التضخم تأثيرا سلبيا أيضا على مستقبل التحالف الخاص بتوريد أشباه الموصلات المعروف باسم "تشيب 4"، والإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، اللذين تقودهما الولايات المتحدة.

وضمن الجهود الرامية لإيجاد حل مناسب لهذه القضية، بدأت الحكومة الكورية في نقل مخاوفها من قانون تخفيض التضخم للولايات المتحدة عبر مختلف القنوات، وإجراء مفاوضات معها. 

وقام وزير التجارة الكوري "آن دوك غُن" بزيارة للولايات المتحدة بدءا من يوم الثلاثاء الماضي، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في الحكومة والكونغرس والبيت الأبيض. والتقى "آن" بالممثلة التجارية الأمريكية "كاثرين تاي" يوم الأربعاء الماضي، لإبلاغ الموقف الرسمي للحكومة الكورية بشأن قانون تخفيض التضخم، والبحث عن الحلول الممكنة.

ومن جهة ثانية، تسعى الحكومة الكورية للاستجابة المشتركة مع اليابان وعدد من الدول الأوربية التي تعاني من وضع مماثل، وأعربت عن قلقها من التأثيرات السلبية لقانون تخفيض التضخم الأمريكي.

وفي هذا الصدد، عقدت سفارات كل من كوريا الجنوبية وألمانيا وبريطانيا واليابان والسويد والاتحاد الأوربي لدى الولايات المتحدة أول اجتماع بينها لتبادل الآراء حول إمكانية الاستجابة المشتركة للتعامل التمييزي الأمريكي مع السيارات الكهربائية المجمعة خارج الولايات المتحدة.

وهناك توقعات متباينة حول ما إذا كان سيتم إيجاد حلول لهذه القضية، ويرجع السبب في ذلك إلى أن كبار المستشارين الأمنيين لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان قد اتفقوا في اجتماعهم يوم الأول من سبتمبر في هاواي على تعزيز التعاون المشترك في المجالات الأمنية والاقتصادية.

وتعهد مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" في اجتماعه مع نظيره الكوري "كيم سونغ هان" بمراجعة تأثيرات قانون تخفيض التضخم على كوريا الجنوبية.

ومع ذلك، شدد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على ضرورة إنتاج السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات والألياف البصرية والمكونات الأساسية الأخرى داخل الولايات المتحدة.

ويتوقع المراقبون ألا يتم حل هذه القضية قبل شهر نوفمبر القادم الذي ستجري فيه انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة.