الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

ما وراء الأخبار

تداعيات السياسات النقدية الأمريكية المتشددة على السوق الكورية

2022-10-01

الأخبار

ⓒYONHAP News

اجتاحت السوق المالية الكورية يوم السادس والعشرين من سبتمبر، موجة جديدة من الصدمة الناجمة عن السياسات النقدية الأمريكية المتشددة، حيث تسببت في تعرض كوريا لما يسمى بـ"الاثنين الأسود"، بعدما انخفضت قيمة الوون الكوري مجددا أمام الدولار، بينما شهد مؤشر سوق الأسهم هبوطا حادا.

كما تعرضت العملات الآسيوية الرئيسية، وفي مقدمتها اليوان الصيني والين الياباني، لتدهور في قيمتها أيضا، مما يثير القلق من احتمال معاناة الدول الآسيوية من أزمة مالية أخرى.

وقد تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة الكورية، "كوسبي"، يوم الاثنين الماضي بمقدار 69.06 نقطة، أي بنسبة 3.02% ليغلق عند 2,220.94 نقطة، مسجلا بذلك أقل مستوى للإغلاق منذ عام 2020، عندما بلغت قيمة المؤشر عند الإغلاق 2217.86 نقطة.

وخسر مؤشر "كوسداك" للشركات التكنولوجية 5.07% من قيمته ليغلق عند 692.37 نقطة بانخفاض قدره 36.99 نقطة.

أما قيمة العملة الكورية وون فقد تراجعت بمقدار 22 وون مقابل الدولار الأمريكي الواحد، ليصل سعر الدولار عند الإغلاق إلى 1431.3 وون.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الوون الكوري 1430 وون منذ يوم السابع عشر من مارس من عام 2009. 

ولا يزال الوضع في سوق الصرف وفي البورصة في كوريا الجنوبية مقلقا للغاية بسبب المخاوف من احتمال تعرض البلاد لانكماش اقتصادي.

وفي حقيقة الأمر، لا تقتصر المخاوف في السوق المالية على كوريا الجنوبية، بل تعتبر ظاهرة واسعة الانتشار في جميع أنحاء العالم.

ويعود السبب في ذلك إلى السياسات النقدية المتشددة التي تنتهجها الولايات المتحدة من خلال رفع سعر الفائدة الرئيسي بـ0.75% للمرة الثالثة على التوالي، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار وإضعاف العملات الرئيسية الأخرى، وهو ما ترتب عليه المخاوف من تعرض العالم لركود اقتصادي.

وقد قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.75% للمرة الثالثة على التوالي يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، ليصل إلى ما يتراوح بين 3% و3.25%.

والأسوأ من ذلك، أعلنت الحكومة الأمريكية عن قرارها بإلغاء شريحة من ضرائب الدخل العالي، وإلغاء زيادة في ضريبة الشركات كان مخطط لها سابقا، بينما تصدر اليمين المتشدد نتائج الانتخابات في إيطاليا.

وقد تسببت كل هذه العوامل السلبية في تراجع معنويات المستثمرين في الدول الأوربية، مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني واليورو، وهبوط بورصة نيويورك بنسبة أكثر من 1%.

الجدير بالذكر أن البنوك الكورية تدرس تأثيرات المخاطر على افتراض أن سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الوون الكوري سيتجاوز 1500 وون، وأن البورصة الكورية ترى أنه سيكون من الصعب حدوث انتعاش في مؤشر كوسبي لفترة من الزمن.

ويمكن القول إن الاقتصاد الكوري يواجه حاليا أزمة معقدة نتيجة للارتفاع الحاد في سعر صرف الدولار، وتجاوز سعر الفائدة الرئيسي الأمريكي نظيره الكوري، مما سيؤدي إلى تراجع القوة التنافسية الكورية للمنتجات التصديرية، وزيادة التضخم، وهروب رؤوس الأموال الأجنبية من كوريا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;