ⓒKBS News

تنامى ظاهرة الموت وحيدا في كوريا الجنوبية، حيث يموت الأشخاص وحيدين، وتبقى جثثهم غير مكتشفة لفترة طويلة من الزمن.

وقد أصبحت هذه الظاهرة مشكلة في كوريا الجنوبية منذ فترة، وتتزايد عاما بعد عام. 

ويؤكد الخبراء على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحل هذه المشكلة، ليس فقط من خلال تقديم دعم مالي للمسنين، بل وأيضا عن طريق القضاء على عزلتهم الاجتماعية.

وطبقا لتقرير صادر عن وزارة الصحة والرفاهية يوم الأربعاء الماضي، بلغ عدد الذين ماتوا وحيدين 3 آلاف و378 شخصا في العام الماضي، بزيادة نسبتها 40% مقارنة بعام 2017، وهو ما يمثل 1% من إجمالي عدد الوفيات في كوريا الجنوبية.

وأشار التقرير إلى أن عدد الذين ماتوا وحيدين سجل زيادة متواصلة خلال الفترة من عام 2017 وحتى العام الماضي باستثناء عام 2019، وبلغ متوسط المعدل السنوي لزيادة عدد الذين ماتوا وحيدين خلال تلك الفترة 8.8%. 

وحسب الفئة العمرية، كانت هذه الظاهرة أكثر شيوعا لدي الناس في الخمسينيات والستينيات من العمر، حيث مثلت فئة الخمسينيات 29.6% من الوفيات الناجمة عن الموت وحيدا في العام الماضي، فيما مثلت فئة الستينيات من العمر 29%، وتلتها فئة الأربعينيات بـ15.6%، وفئة السبعينيات بـ12.5%.

أما حصة فئتي العشرينيات والثلاثينيات من العمر من إجمالي عدد الأشخاص الذين ماتوا وحيدين، فقد شهدت انخفاضا من 8.4% في عام 2017، إلى 6.5% في العام الماضي.

وحسب الجنس، كان عدد الذكور المتوفين وحيدين أربعة أضعاف عند الإنات خلال الفترة من عام 2017 وحتى عام 2020، ثم اتسعت الفجوة إلى 5.3 مرة في العام الماضي.

وكان متوسط المعدل السنوي لزيادة عدد الذكور المتوفين وحيدين 10% خلال السنوات الخمس الماضية، فيما بلغ لدى الإناث 5.6%.

وبلغ عدد الوفيات وحيدين للذكور في فئتي الخمسينيات والستينيات من العمر 1760 حالة وفاة في العام الماضي، مما يمثل 52.1% من إجمالي عدد الأشخاص الذين ماتوا وحيدين.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الحكومة بالكشف عن تقرير رسمي حول وضع الموت وحيدا في البلاد بناء على القانون الخاص بمنع وإدارة الموت وحيدا الذي دخل حيز تنفيذه في شهر أبريل الماضي.

ويعرف القانون الموت وحيدا بأنه وفاة شخص يعيش بمفرده بعيدا عن عائلته أو أقاربه، بسبب الانتحار أو المرض، وتبقى جثته غير مكتشفة لفترة طويلة من الزمن. 

وينص القانون على أن تقوم وزارة الصحة والرفاهية بإجراء فحص كل 5 سنوات حول وضع الموت وحيدا، واتخاذ التدابير الوقائية بناء على نتائج الفحص.

وبموجب نتائج الفحص الأخير، ستقوم وزارة الصحة والرفاهية بوضع أول خطة خمسية لمواجهة ظاهرة الموت وحيدا.

وأشارت نتائج الفحص إلى أن الذكور في فئة الخمسينيات من العمر ليسوا على دراية بالرعاية الصحية والأعمال المنزلية، وقد ينخفض رضاؤهم عن الحياة بسرعة بسبب البطالة والطلاق.

ويعود السبب في زيادة عدد الأشخاص الذين يموتون وحيدين في كوريا إلى العزلة الاجتماعية التي يعاني منها الكوريون وسط الزيادة الكبيرة في عدد الأسر المكونة من فرد واحد.

وفي هذا الصدد، شدد الخبراء على أن استعادة التواصل الاجتماعي هي الأهم لتخفيف ظاهرة الموت وحيدا.