ⓒ Getty Images Bank

ظهر في الآونة الأخيرة بعض الشباب الذين يحكون قصص فشلهم على اليوتيوب، ومن أحد هؤلاء الشباب  فتاة لها قناة على يوتيوب بعنوان: "أخت فشلت خمس مرات". حيث تتحدث عن طرق الدراسة غير السليمة لامتحان المحاماة، مثل حفظ مقاطع من الكتب فقط، أو الاعتماد على معهد خاص للاستعداد للامتحان بشكل أكثر من اللازم. ومتابعو هذه القناة يشاركون قصص فشلهم المماثلة لهذه القصص ويتعاطفون معها.

كما يمكن مشاهدة عدد كبير من قصص الفشل المماثلة، بما فيها قصة طلاق رجل في الخمسينيات، وقصة ندم شخص بعد شراء سيارة مستوردة غالية  بشكل متهور بدون أي خطة.

بسمة: وأيضا قصة الفشل في امتحان الثانوية العامة خمس مرات، وقصة عن الفشل في الاستثمار، وقصة عن الفشل في إجراء عملية جراحة تجميل. هذا بالإضافة إلى قصص فشل بعض النجوم، مثل الصعوبات الاقتصادية، والفشل في الرجيم، والحياة القاسية قبل الحصول على الشعبية. ومعظم الفيديوهات عن الفشل طويلة، لأنها تحتاج إلى سياقات تفصيلية لشرح تلك القصص، بحيث يتراوح متوسط طول كل فيديو بين عشر دقائق إلى حوالي ساعة. ورغم طول هذا النوع من الفيديوهات، إلا أن العديد من الشباب يتابعونها بمتوسط عشرات الآلاف من المرات إلى بضعة ملايين. 

وقال أحد أصحاب قنوات يوتيوب إن إنتاج الفيديوهات عن الفشل باستخدام أجهزة غالية غير مناسب، وإنتاجها بشكل طبيعي وصريح دون زينة هو إطار أساسي لتلك الفيديوهات عن قصص الفشل.

وفي هذا الصدد أصبح الفشل نوعًا من العلوم التي تدرس في العصر الحديث، حيث يركز على التعلم من الفشل. وفي اليابان أصبحت الكتب المتعلقة بذلك ضمن الكتب الأكثر مبيعا، وفي الولايات المتحدة، ينعقد مؤتمر يسمى "fail con" أي "مؤتمر عن الفشل" سنويا منذ عام 2008. وفي كوريا كذلك يقام معرض عن الفشل سنويا بهدف تحسين وعي المجتمع تجاه الفشل، وتشجيع إعادة التحدي والمحاولة. ومن المتوقع أن يقام معرض هذا العام في سيول، وديغو، وجون جو، وكانغ وان تحت شعار "نتحدى لتجاوز الفشل".

وفي هذا السياق، قال أستاذ في علم النفس في جامعة سيول الوطنية إن علم الفشل الذي بدأ ضمن ثقافة الشركات ينتشر الآن في الحياة اليومية عبر يوتيوب، ولم يعد الفشل مفهوما مضادا للنجاح، كما يتغير وعي الناس بالفشل إلى عملية التوجه نحو تحقيق أهدافهم.