ⓒ Getty Images Bank

تشهد كوريا جهود منتظمة لمشاركة المواطنين في عملية رسم ووضع السياسات العامة سواء على مستوى سياسات الحكومة المركزية أو الحكومات المحلية في الآونة الأخيرة، وذلك من أجل بناء مجتمع تتحقق فيه الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بشكل فعلي. وفي هذا الصدد، تم افتتاح الدورة الخامسة عشرة للبرلمان الكوري للأطفال يوم الجمعة الماضي، والذي يمثل فرصة للأطفال لممارسة الديمقراطية البرلمانية بأنفسهم. حيث أنه كان قد تم تأسيس البرلمان الكوري للأطفال في يوليو في عام 2005 من أجل رفع الوعي بالقضايا ذات الاهتمام المشترك لدى الأطفال، وإتاحة فرصة ممارسة مبادئ الديمقراطية من خلال تبادل الآراء ووجهات النظر فيما بينهم.

يذكر أن الدورة هذه المرة تعد استثنائية بالمقارنة مع سابقاتها لأنها انعقدت في فضاء القاعة التي تقام فيها الجلسة الرسمية العامة للبرلمان، وذلك لأول مرة في التاريخ. حيث كانت الدورات السابقة للبرلمان الكوري للأطفال تقام في القاعة التي تحتضن مؤتمر اللجنة الخاصة للميزانية، ولكن في هذه المرة أقيمت الدورة في قاعة الجلسات العامة للبرلمان. الجدير بالذكر أن رئيس البرلمان الكوري "مون هي سانغ" قد افتتح الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة لبرلمان الأطفال، وقال للأطفال الحضور " لا شك أنكم سمعتم عن السياسة في مدارسكم، فالسياسة تعد آلية هامة تساهم في رعاية جيراننا المحتاجين وحل الخلافات، والمضي قدما نحو عالم أفضل" وطلب من الأطفال إيلاء المزيد من الاهتمام بالسياسة.

هذا وقد توجه هؤلاء الأطفال بتصريحات مباشرة وصريحة لنائبة رئيس الوزراء للشؤون الاجتماعية ووزيرة التعليم. وقال أحد الأطفال في مدرسة "بيك أون" الابتدائية إن بعض الطلاب يعمدون إلى تقليد الشتائم التي يبثها بعض صانعي المحتويات على شبكة اليوتيوب ويرددون تعبيراتهم غير اللائقة، ويقلدون حتى تصرفاتهم الخطيرة وغير العقلانية. وردا على هذه التصريحات، أجابت نائبة رئيس الوزراء للشؤون الاجتماعية وزيرة التعليم بأنها ستجد حلا بديلا لهذه المشكلة من خلال زيادة وتعزيز الدورات التدريبية لفائدة المعلمين المكلفين بتعليم وسائل الإعلام للطلبة. وأعرب أحد الأطفال الحضور عن تمنياته بأن تكون ظروف المدرسة ملائمة ومريحة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال طالب للبرلمانيين إن العلاقة فيما بينكم تبدو غير جيدة، وأتمنى منكم أن تتصافحوا وأن تكونوا متحدين، لقيادة الدولة نحو مستقبل أفضل، فيما أضاف طالب آخر إنه شاهد في التلفزيون البرلمانيين وهم في شجار مستمر، وتمنى منهم أن يتحدوا لصنع دولة أفضل تقوم على التناغم والانسجام.

في الواقع، من الصعب أن نتوجه بمثل هذه النصائح إلى البرلمانيين مباشرة، ولكن الأطفال أعربوا عن تمنياتهم بكل صراحة وتلقائية.