من المتوقع أن يزور عدد من الموسيقيين البارزين داخل البلاد وخارجها المنطقة منزوعة السلاح في إطار المساعي الرامية لجعلها مكانا يرمز للسلام والثقافة والفن. حيث ستقيم وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية يوم التاسع من شهر سبتمبر المقبل في محطة "دوراسان" للقطارات في مدينة "باجو" بمقاطعة "كيونغ كي" مهرجانا موسيقيا بعنوان "التواصل عبر الثقافة، مهرجان موسيقى السلام في المنطقة منزوعة السلاح". ومن المقرر أن يحضر المهرجان الموسيقي عدد من الموسيقيين من ضمنهم لاعب التشيلو العالمي "يويوما" والموسيقيان " كيم دوك سو" و"أن سوك صون".

الجدير بالذكر أن المنطقة كانت ساحة للكثير من الأحداث التاريخية بما في ذلك مباحثات القمة بين الكوريتين في شهر أبريل من العام الماضي، ومباحثات القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في شهر يونيو في العام الماضي، بالإضافة إلى زيارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى المنطقة في شهر يونيو المنقضي. وتحت شعار تحويل المنطقة إلى منطقة سلام حقيقية، ظلت الوزارة الكورية تعمل على تنفيذ مشروع تفعيل سياحة السلام في المنطقة من أجل تحويلها من مكان يرمز للحروب والصراعات إلى متنفس تمارس فيه كل أشكال الثقافة والفن لتصبح بذلك معلما سياحيا عالميا. واحتفالا بمرور عام واحد على بيان "بيونغ يانغ" المشترك وتعريف العالم بنوايا تحويل المنطقة إلى منطقة سلام، أعدت الوزارة هذا المهرجان الموسيقي.

يذكر أن محطة "دوراسان" التي ستستضيف المهرجان تعتبر معلما خاصا ظل يشهد الكثير من الجهود الرامية إلى تحقيق التوافق والسلام بين الكوريتين. وللعلم فإن المحطة تبعد نحو كيلومترين ونصف من الخط العسكري الفاصل بين الكوريتين لتشكل محطة السكك الحديدية الوحيدة داخل المنطقة المحظورة على دخول المدنيين. وحتى قبل قرار "بيونغ يانغ" إيقاف تشغيل حركة القطارات بسبب خطتها القاضية بحظر المرور في الأول من شهر ديسمبر من عام ألفين وثمانية، كانت المحطة تشكل نقطة انطلاق فعلية للتوافق والتبادل بين الكوريتين من خلال ربط السكك الحديدية بين الجارتين. ويقال إن لاعب التشيلو "يويوما" الذي سيشارك في المهرجان القادم بدأ بتنفيذ “مشروع الباخ" منذ اغسطس من العام الماضي، من أجل إزالة الحدود في مختلف أنحاء العالم مستخدما في ذلك الثقافة والموسيقى.

ومن المقرر كذلك توجيه الدعوة إلى عدد من النازحين والهاربين من كوريا الشمالية والأجانب المقيمين في كوريا ممن يحملون جنسيات الدول المشاركة في الحرب الأهلية الكورية، كما وجهت الدعوة كذلك للجنود الكوريين والأمريكيين المرابطين في المنطقة إلى جانب ستين شخصا من المتقدمين بطلب المشاركة في المنتجات والأنشطة السياحية التي تطرحها وزارة الثقافة. وقال مسؤول في الوزارة إن المهرجان سيشهد حضور لاعب التشيلو "يويوما" الذي يعمل على ربط الحدود الوطنية من خلال الثقافة، معربا عن أمله في أن يلفت المهرجان أنظار العالم إليه، من أجل حشد الجهود لإحلال السلام بشبه الجزيرة الكورية.